دخل المواطن الصومالي المهاجر بركات عبدي مجال التمثيل بالمصادفة، بعد أن شاهد إعلانا في تلفزيون محلي، عن حاجة أحد المخرجين إلى ممثلين صوماليين يؤدون أدوار قراصنة بحر لفيلم تجري أحداثه على سواحل الصومال، ويؤرخ لمرحلة تاريخية مهمة كانت تتعرض فيها السفن العابرة لسواحل أفريقيا للقرصنة من قبل البحارة الصوماليين الفقراء.

هاجر عبدي من الصومال بسبب الحروب الأهلية واستقر في اليمن ثم انتقل عام 1999 إلى أميركا وهناك عمل سائق تاكسي، حتى أعلن المخرج الإنجليزي بول جراينجراس عن حاجته لممثلين صوماليين يقومون بدور القراصنة في فيلم "كابتن فيلبس"، الذي يحكي قصة واقعية حدثت كما هي. دخل عبدي تجربة الأداء مع عدد من أبناء جلدته وتم قبوله لينتقل مع الفريق إلى مالطة لتنفيذ الفيلم، ورغم أنه قدم دورا رائعا وملهما وترشح للأوسكار وفاز فعلا بجائزة أفضل ممثل مساعد في جوائز الأكاديمية البريطانية للسينما والتلفزيون، ورغم أن الفيلم حقق في ليلة عرضه الأولى 600 ألف دولار، إلا أن البطل الثاني للفيلم بركات عبدي لم يتقاض عن دوره هذا سوى 65 ألف دولار أميركي فقط. عبدي اليوم ما زال فقيرا ولم تعطه هوليود مفتاحها الذهبي للثراء بعد، فالمبلغ الذي تقاضاه زهيد جدا، مقارنة بما تقاضاه بطل الفيلم توم هانكس، والكلفة الإجمالية للفيلم والمداخيل، لكنه وضع قدمه على الطريق بنيله شيئا من الاستحسان والشهرة وهو ما سيضمن له أدوارا أخرى في أفلام ربما يكون هو البطل فيها، خصوصا أنه تحصل الآن على مدير أعمال ولم يعد الأمر عشوائيا، كما حدث في السابق.