أوضح الخبير الفني الكروي الدكتور جاسم الحربي، أن المنتخب السعودي سيدخل مباراته اليوم وهو يعرف جيدا نظيره الصيني، خاصة أن لقاء الذهاب جمع بينهما في الدمام قبل أشهر قليلة، مؤكدا أن السعودي يتفوق على الصيني في خطي الحراسة والدفاع، بينما يتميز الأخير في عمق الوسط أي المحورين، مبينا أن المحاور قدمت إضافة عددية خلال مباراة المنتخبين السابقة التي أقيمت في المملكة.
وقال الحربي لـ"الوطن" في قراءته المبكرة لمباراة اليوم، "يجب على منتخبنا أن يوزع المجهود حسب استراتيجية المدير الفني الإسباني لوبيز كارو، إذا كان سيعتمد على تنظيم دفاعي، واللعب على الكرات المرتدة السريعة، وهذه الطريقة المثلى والمنطقية في ظل وجود لاعبين سريعين هما: فهد المولد، والدوسري، ورأس حربة يمكن أن يخطف هدفا في أي وقت، كما حدث أمام العراق الجمعة الماضي، عندما استثمر تيسير الجاسم خطأ المدافع العراقي أمام حارس المرمى".
وأضاف "لاحظنا أن في الشوط الأول أمام العراق توافرت فرصة واحدة أمام تيسير الجاسم سجل منها هدفا، بينما سنحت عدة فرص أمام اللاعبين في الشوط الثاني، وظهر منتخبنا بشكل أفضل، ولهذا أرى أنه يجب التعامل مع المباراة على أنها تحدٍ أمام اللاعبين، وهي فرصة لترسيخ الاحتكاك بالمنتخبات الآسيوية، خاصة أن الأخضر سيلعب المباراة وهو مرتاح نفسيا، كونه غير مطالب بالنتيجة بل بالأداء الفني الجيد".
وتابع "روح التعاون مطلب، حيث إنها يجب أن تسود بين الخطوط؛ ليؤدي كل منها دوره المطلوب هجوميا ودفاعيا، لكن لأننا نلعب خارج أرضنا وبعيدا عن جماهيرنا فالدور الدفاعي أهم، ويجب مساندة الوسط له، بحيث تكون نسبة الدفاع أكبر من الهجوم.. أما إذا سجل المنتخب الصيني هدفا، كونه عادة ما يضغط على ملعب الفريق المنافس في أول 20 دقيقة، فإنه يجب امتصاص هذا الضغط بالهجمات المرتدة المنظمة عندما يهاجمون؛ حتى نفقدهم التركيز، ونجبرهم على ارتكاب الأخطاء التي يمكننا الاستفادة منها".
وعن العلاقة بين خطي الحراسة والدفاع، أكد الحربي أن لغة التفاهم بين وليد عبدالله وأسامة هوساوي ومحمد عيد، تحتاج إلى بعض الوقت، كون الأخير انضم حديثا للمنتخب بعد إصابة كامل الموسى، وكي تكون لغة التفاهم عالية تحتاج هذه العناصر إلى اتصال يأتي بفرض وحدات تدريبية مع بعضهم، تشتمل على جمل تكتيكية أشبه بتلك التي تحدث خلال المباريات في حالات التسلل والتغطيات وانتقال الكرات بين الجهتين اليمنى واليسرى والعكس، للتدرب على تحركات الأظهرة والضربات الركنية وكيفية التمركز خلالها، والضربات الحرة وإعداد الجدار الجسماني فيها، فاللاعب أداة منفذة يتطلب تدريبا على كل هذه الجمل، ولغة الاتصال بين الحارس والمدافعين مطلوبة، وكذلك بين المدافعين ولاعبي الوسط وصانعي اللعب والمهاجمين لإحداث التناغم الذي بدوره سيؤدي إلى أداء راق".
واستطرد "من المهم أن يتحقق التعاون في العملية الدفاعية عن طريق المهاجمين في البداية، فخط الهجوم من المفترض أن يدافع أولا بالضغط على لاعبي الصين في منطقتهم". وختم الحربي بالمطالبة باللعب بجميع اللاعبين الأساسيين الذين خاض بهم لوبيز المباريات السابقة في التصفيات أمام الصين وإندونيسيا والعراق ذهابا وإيابا؛ كي يستمر الانسجام بينهم، ويحدث ما يسمى بالتوافق الفني ثم الذهني الذي سيساعدهم على تغطية بعضهم، مشددا على أن الاستقرار مطلوب بين اللاعبين في التشكيلة خاصة بين المدافعين.