حذر نائب رئيس هيئة الصحفيين السعوديين رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" الدكتور هاشم عبده هاشم، من خطورة اعتبار بعض الجهات الرسمية ما ينشر في الصحف من آراء وانتقادات؛ مساساً بالدولة. واستعرض هاشم، خلال محاضرته في جامعة تبوك أمس، تحديات الصحافة السعودية، ذاكراً من بينها التحديات الرقابية المتمثلة في "غياب المعايير والقواعد المكتوبة والمحددة لتعريف محظورات النشر المستجدة، وخضوع ذلك لتقديرات الجهة المتضررة من الموضوعات المنشورة"، و"خطورة ربط بعض الجهات الرسمية بين ما ينشر من آراء وانتقادات باعتباره اجتهادات ووجهات نظر قابلة للمناقشة والتصحيح والإيضاح؛ وبين اعتبار ذلك مساساً بالدولة والتقليل من شأن إنجازاتها، ووصف العمل المنشور على أنه يستهدف البلد ولا يقتصر فقط على التعبير عن وجهة نظر خاصة".

ولفت هاشم إلى أن التحديات الرقابية تشمل حساسية بعض الجهات الرسمية مما ينشر، واتهام الصحافة بالتركيز على السلبيات، ومطالبتها بالكشف عن المصادر، ونفي الوقائع المنشورة على رغم إثباتها بالدلائل والبراهين، إضافة إلى اعتبار المجتمع بعض ما ينشر بأنه تحريض يمس الثوابت، وقال "يحدث ذلك بغير قصد في بعض الأحيان في صحيفة من الصحف، لكنه يتحول لقيود عامة تتجاوز حدود التوجيه المنظم في بعض الأحيان".

وعدّ هاشم بأن غياب ممثل للصحافة المحلية في لجنة العقوبات بوزارة الإعلام لا يحقق التوازن وصدور الأحكام الموضوعية، لا سيما بعد ارتفاع مبالغ العقوبات إلى 500 ألف ريال، مشيراً إلى أن تعدد الجهات الرقابية يعد أحد التحديات التي تواجهها الصحافة، مستدركاً بأن هذه الظاهرة خفت كثيراً بعد توجيه القضايا إلى لجنة متخصصة وليس إلى القضاء، كما كان في السابق.

وشملت التحديات التي استعرضها المحاضر، التحديات الثقافية، والمجتمعية، والمهنية، والاقتصادية، والإلكترونية، ومن ذلك؛ وصف كل تناول مستنير بأنه تجسيد للعلمانية وهز للثوابت، والاعتراض على نشر صور المرأة ولو كانت محتشمة، والتشكيك المستمر في فكر قيادات العمل الصحفي وفي نوايا وتوجهات الكتاب، وتجهيل كل من ينتمي لهذه المهنة، واتهام البعض بالردة، والتحريض للشباب بعدم قراءة الصحف، والانقسام الفكري الحاد في المجتمع، وارتفاع حساسية الناس نحو ما ينشر ووصفه بالمتجاوز. وحول التحديات الاقتصادية، أكد هاشم على أن الإعلان يعتبر عصب حياة الصحافة المحلية، متناولاً القرار الصعب للصحف بين الانحياز للأمانة الصحفية أو لمصلحة المعلنين.

كما تطرق للتحديات الإلكترونية، مشيراً إلى تحول الكثير من القراء للصحافة الإلكترونية، لتمتعها بحرية أكبر، ومجانية الدخول وسهولة الاطلاع، وسرعة نقل المعلومة قبل صدور الصحف المطبوعة.