جمعني لقاء بفتيات وسيدات القاسم المشترك في حكاياتهن يكمن في الرغبة بأن يكون الطواف على مناطق بلادنا الشاسعة عبر "رحلة وطنية" ترسخ في الذاكرة ثمار "الوحدة الوطنية واكتشاف المميزات والإنجازات التنموية".. ولهن مني نقل هذا الصوت المتدفق عبر تغريدات إلى "هيئة السياحة" الحذرة في تشجيع شراكة المرأة بتفعيل السياحة، والمأمول أن تحقق الهيئة هذه الغاية دون تكلف ومشروعات تستنزف وقت وجهود وتصريح وتوسل القبول والإجماع.

البرامج السياحية ذات الأفكار البسيطة بصمتها أوقع وأكبر أثرا.. وليست صدفة أن غالبية الراغبات في التبادل السياحي من مناطق الجنوب ومن المناطق الوسطى.. لي عودة لهذا الموضوع الذي تواردت خواطره أثناء تبادل الأمنيات في التغريدات عشية الانتقال إلى جازان للمشاركة في احتفالية "الفجر التاسع" وجامعة جازان تخرج 4779 طالبة دفعة أولى من كليتي الطب والصيدلة، والدفعة التاسعة من خريجات الكليات المختلفة..

"كأنها البارحة" والملك عبدالله يفتتح جامعة جازان وغيرها.. ويرفع عدد الجامعات السعودية من 8 جامعات فقط قبل سنوات قليلة إلى 24 جامعة تغطي 82 محافظة بعدما كانت تغطي 17 محافظة فقط..

السلام الوطني السعودي، خطوات ممتزجة بطاقة الفرح وشهقات سعادة خجولة ورقيقة تعبر من أمامنا أثناء مسيرة الخريجات.. أمهات سقت وجناتهن دموع الفرح، قشعريرة ومهابة لقَسم طلائع الطبيبات أثناء تعالي أصوات الخريجات به.. ابتسامة رضا وفخر لا تفارق الأميرة عادلة بنت عبدالله، راعية الحفل ومقدمة شهادات التفوق للخريجات، حدث لن تنساه ذاكرة أهالي المنطقة الذين شاركناهم فرحتهم، والمتجول في جازان يلحظ كم مشروعات التنمية شاهقة ومتعددة، وتقريبا لا يوجد مكان ليس برسم البناء أو الوعد بالافتتاح قريبا "قطاع عام وخاص".. ونقيس على ذلك جميع مناطق بلادنا..

عندما عاتبني أحدهم نتيجة الكتابة عن مناطق البلاد.. وعلى أساس أنها حالة قد تبدو شبيهة بأخبار "العلاقات العامة"، كانت إجابتي أن هذا السياق السلبي المسيء عبر الأطروحات النقدية لبلادنا يرسم صورة أسوأ ما فينا لدى الآخر بتبني الحديث البدائي المزمن عن النقص وعلى أساس أنه المشهد الكامل "للوطن والشعب والدولة".. وأن قراري هو النزوح إلى واقع أكثر إيجابية بالخبر والمقالة الصحفية، وهذا في ظل القتامة والسوداوية بات واجبا وطنيا بحكم المستجدات والأحداث..

والسؤال: ألا تستحق مناطق بلادنا بمقدراتها "قناة فضائية متخصصة للمناطق" تركز على نقل المشهد التنموي العملاق ومشروعاته الجبارة غير المسبوقة.. رغم زياراتي وتنقلي في الخليج والعالم العربي لا شيء يمكن وضعه مع سباق مناطقنا التنموي.. حتى دول الخليج تتباين في ازدهار تنمية مناطقها مقارنة بتوهجنا الذي يكتفي لنقله بخبر "العلاقات العامة" سيئ السمعة.. للأسف، ومن جانب آخر، يقدم الإعلام المشبوه عن التنمية أسوأ معلومة مبالغ فيها بتضخيم أخبار سلبية تُقزم الإنجازات.. يتبع.