لو كنت أحد مسؤولي أمانة منطقة عسير الذين تبنوا مشروع نقل طائرة "الجامبو" من المدينة إلى أبها، لانتهزت فرصة النجومية، وقدمت استقالتي مع آخر مسمار ستثبت به الطائرة على جبل أم الركب؛ لأخرج منتصرا بهذا الإنجاز الضخم الذي سيجعل أهل عسير يرقصون طربا، وسيجعل سكان أقاصي الشمال الذين لا يشاهدونها في حياتهم على مدارج مطاراتهم ويجهلون ماذا يعني "747" المرافق لاسم الطائرة "البوينق" - يشدون الرحال إلى أبها ليأكلوا في "الجامبو" أشهر الأكلات الجنوبية إن كانت مطعما، أو يشعلوا رأس "الشيشة" وسط الـ"جامبو" ويستمتعوا "بالمعسل" ليغيظوا ركاب الـ"جامبو" الحقيقية بعجزهم عن إشعال سيجارة.

لو كنت ذلك المسؤول في الأمانة لقلت لنفسي "توكل على الله.."، وأرسلت الاستقالة لمرجعي مرفقة بسجل إنجازي العسير في عسير، والتقطت لمشروع الـ"جامبو" 1500 صورة 50 منها لشكل الطائرة، و1450 صورة لمسيرة الـ"جامبو" ليخلدها التاريخ في سجل الإنجازات الوطنية خلال زحفها العظيم، وليخلد فرحة أهل الديار ممن تمر بهم في طريقها لجبل أم الركب، فهي أكبر قصة تلاحم تنموي بعدما طافت الـ"جامبو" المناطق ولم تقلع بسكانها في السماء، وستكون أشهر حكاية إنجاز لأمانة عسير تروى للأطفال من المدينة المنورة إلى جبال عسير!

شخصيا أرى أن "أمين" عسير في قمة عطائه وعز نجوميته؛ وهو الذي خدم "عسير" برغم توتره وانفعالاته إزاء مطالب بعض المواطنين - أورد تبريرات لها حينها - وسارت بها الركبان عبر مقطع "فيديو".

(بين قوسين)

من حظ بعض المسؤولين أنهم يتولون إدارة بلديات "بعيدة" عن أهلهم ومسكنهم؛ وإلا لأصيبوا بأمراض نفسية لكثرة ما تصبحهم وتمسيهم بعض الأشكال الجمالية التي نفذوها!