استيقظت العاصمة الرياض أمس، على آثار الأمطار الغزيرة التي استقبلتها المدينة ومحافظاتها طوال ليل أول من أمس، وتسببت في احتجاز العديد من السيارات وركابها في الأنفاق والطرقات المنخفضة التي تحولت إلى برك مياه تصطاد السيارات المارّة.
وجرفت السيول العديد من السيارات في بعض الطرقات والشوارع ومن بينها شارع السويدي العام غرب الرياض، الذي تحول إلى سيل جارف طمر العديد من السيارات وسط مشاهد بطوليّة لبعض الشباب الذين ساهموا مع الجهات المعنيّة في إنقاذ المحتجزين.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو مشاهد مخيفة للسيول التي غمرت الأنفاق، واجتاحت الشوارع والمساكن والمحلات التجارية في مشهد يعكس سوء تصريف المياه، وينذر بكوارث حقيقية فيما لو استمر هطول الأمطار لوقت أطول وبكميات أعلى.
وقال الدفاع المدني في بيان صحفي نشره على حسابه في تويتر، إنه تلقى 5015 بلاغا خلال أمطار الرياض غالبيتها في أحياء الشفا والحائر وديراب والسويدي غرب الرياض، وبلاغات أخرى متفرقة شمال وشرق الرياض خاصة مخرجي 5 و 6، من بينها حالات احتجاز لـ 98 شخصا، فيما تم الإبلاغ عن 3 مفقودين، وإخراج 148 سيارة احتجزتها السيول. وجرى تخصيص 11 موقعا للإيواء داخل العاصمة، لافتاً إلى أن لجنة حصر أضرار السيول باشرت مهامها ابتداء من صباح أمس في كل من الرياض ومحافظة الدرعيّة.
ورغم مرور أكثر من 15 ساعة على توقف الأمطار، إلا أن جولة "الوطن" على عدد من الأحياء، رصدت العديد من الطرقات التي ما زالت تمتلئ بالمياه ما دفع أمانة الرياض لتسيير صهاريج ومعدات لشفط المياه، فيما باشر عمال النظافة تنظيف الشوارع من مخلفات السيول كالحجارة والأشجار والرمال.
وطالب مواطنون، ومنهم عبدالله النفيعي، ومحمد الحارثي، وخالد السميح، بالتدخل العاجل للجهات المعنيّة لتقييم مشاريع تصريف السيول التي تراوح مكانها منذ سنوات وكشفتها الأمطار التي تهطل على العاصمة بين الحين والآخر، مؤكدين أنهم شاهدوا مناظر مخجلة للطرقات الحديثة التي تم تصميمها مؤخراً ولم تصمد ولو لفترة قصيرة أمام الأمطار، وتحوّلت جسورها إلى شلالات وأنفاقها إلى مستنقعات عميقة تسبح فيها السيارات. كما طالبوا هيئة مكافحة الفساد "نزاهة" بالتدخل وتكليف جهات رقابية للإشراف على مشاريع تصريف السيول وإنهاء هذه المعاناة السنويّة التي تقلق سكان العاصمة، وتحوّل فرحتهم بالخير والأمطار إلى رعب من السيول، وسوء التصريف ونقص الخدمات في مثل هذه الأجواء.