"سنركب القطار ونترك السيارة".. بهذه العبارة استقبل المعرض التعريفي الأول لقطار وحافلات الرياض الذي انطلق قبل يومين وتستمر فعالياته على مدى 5 أيام، زواره الذين تنوعوا بين متشائم ومتفائل، طارحين تساؤلات عكست اهتمامات معانين ومتنفعين من عشوائية خدمات النقل في الوقت الحالي، راسمين علامات استفهام متعددة حول مستقبل سائقي المشاوير الخاصة، وحافلات خط البلدة، وخصوصاً الـ"كدادة" بمطار الملك خالد الدولي، إذ عدّ بعضهم أن القطار سينهي مسألة استغلال عدم وجود وسائل نقل عامة في رفع أسعار أجرة التوصيل.

وشهدت المحطة الأولى للمعرض التعريفي المتنقل لمشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض "القطار والحافلات"، اختلافاً في رأي زوار المعرض حول النسبة المتوقعة لفك الاختناقات المرورية في العاصمة الرياض بعد اكتمال المشروع، حيث يرى البعض أنها لن تزيد على 20%، معللين ذلك بأن النسبة العظمى لمستخدمي شبكات النقل العام "قطارات، وحافلات" ستكون من المقيمين، ولن يستقلها المواطنون خصوصاً الشباب، مبدين تساؤلا حول مستقبل حافلات خط البلدة، معدين أن هذه الوسيلة بغير الحضارية والتي شوهت مظهر العاصمة.

وفي حين استبشر عدد ممن وقفوا أمام المعرض التعريفي مساء أول من أمس بمجمع الرياض جاليري، بأن المشروع سينهي معاناتهم اليومية مع زحام طرق الرياض، وأنهم ينتظرون بشغف الانتهاء من تنفيذ المشروع، لاحظت "الوطن" عدداً كبيراً من مرتادي المجمع من مواطنين ومقيمين الذين قاموا بطرح أسئلتهم على القائمين عليه وإعجابهم بتصاميم مركبات القطار وتقسيم المقصورات، وخصوصاً تخصيصها مقصورة للدرجة أولى ومقصورة للعوائل.

وأكد عدد من زوار المعرض في حديثهم لـ"الوطن"، على أنهم سيساهمون في التخفيف من الزحام المروري باستخدامهم شبكات النقل العام "القطار، والحافلات" للتنقل بها من مقر سكنهم إلى مقر عملهم.

وقال أحمد العلي "طالب بجامعة الملك سعود" من الذين استوقفتهم "الوطن" في المعرض، إن مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام يعدّ هدية خادم الحرمين لسكان الرياض لحل مشاكل الاختناقات المرورية جذرياًّ، معداًّ نفسه المستفيد الأول من المشروع كون مسار طريق الملك عبدالله يمر بقرب منزله.

أما جراح الأحمد وهو من سكان الشمال ويدرس بجامعة الملك سعود، فأشار إلى أن المشروع سينهي استغلال "كدادة" المطار للمسافرين بعد البدء بتشغيل قطار خط المطار، إضافة إلى أنه سيساهم بشكل كبير في تخفيف الاختناقات المرورية.

ووضعت الهيئة بالمعرض لوحة جدارية بطول 20 متراً تحوي شاشة عملاقة تعرض فيلما تعريفيا عن المشروع، للجمهور إضافة إلى عدد من شاشات العرض الفرعية التي تعرض أبرز عناصر المشروع، كالمحطات الرئيسية والفرعية وعددها 85 محطة والعربات وما تحتويه من تصاميم حديثة وعددها 202 عربة وخدمات ومرافق وتقنيات متقدمة، كما قدم العاملون بالمعرض للزوار شرحا عن النظم والتقنيات الحديثة في مجالات التحكم والتشغيل والاتصالات والمعلومات التي يتضمنها المشروع الأكبر من نوعه في المنطقة.

ووضع المعرض خريطة مسارات شبكة القطارات الستة التي تخترق أجزاء المدينة المختلفة، وتربط بين أهم مناطق الكثافات السكنية والأنشطة الحكومية والتجارية والتعليمية والصحية والصناعية ومرافق النقل الجوية والبرية الرئيسية، إلى جانب شبكة الحافلات بمستوياتها الأربعة، التي تمثل الرافد الرئيسي لقطار الرياض والناقل الأساسي للحركة بين الأحياء وفيما بين أجزاء المدينة المختلفة.