حذر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، من التستر وإيواء مخالفي أنظمة العمل، واصفاً المتسترين بـ"ناقصي الإيمان"، ومعداًّ ما تقوم به الجهات الأمنية من جهود يأتي في إطار ما يفرضه الواجب الديني الوطني، ومن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقال آل الشيخ في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس: "لنعلم أولاً أن الجهات الأمنية هي المسؤولة عن أمن هذا البلد واستقراره وما تضعه من نظم وتعاليم لحفظ الأمن ومعرفة الداخل والخارج، فهذا أمر من واجبها ويفرضه عليها دينها لأن هذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمن حاول التستر والإيواء فإن ذلك من نقص إيمانه وإن الأمن عين ساهرة على بلده".
وأكد على أن المملكة تعيش أمناً لا ظلم على أحد لا في مال ولا في عرض، بل كل يعيش في حريته ويعمل أعماله النظامية، مستدركاً بقوله: "ولكن إذا سعى أداء الجهود الأمنية إلى تنظيم الأمور ومعرفة الأحوال وحفظ حقوق الناس وجعلهم يعملون لضمان مصالحهم المعيشية من غير أن يتعرضوا لمضايقة الكفلاء، فإن هذا تصرف بمحله".
وبين آل الشيخ أن الجهات الأمنية حينما تنظم هذه الأمور تريد أمن الأمة واستقرارها وإبعاد شبح الفوضى، ولكن لا يسمح لأي مجرم أن يمارس إجرامه وفساده، لا سيما أن هذا البلاد الإسلامية أكرمت كل من جاءها فلا مضايقة لأحد ولا ظلم لأحد ولكن استتباب الأمن يجب تطبيقه لأن هذا من واجبات الشريعة وإبعاد كل من يريدها بسوء. وشدد على أن الأمن والاطمئنان بالبلاد أمر مطلوب، وكل مسلم يجب أن يكون عيناً ساهرة على أمن مجتمع المسلمين وأمن بلاده واطمئنانها واستقرارها، مشيراً إلى أن هذا البلد المبارك يعيش على أرضه ملايين المسلمين بأمن وطمأنينة وأموالهم محفوظة ودماؤهم وأعراضهم مصونة لا يتعدى أحد على آخر لا ضرائب ترهقهم ولا مضايقات تلاحقهم.
وقال آل الشيخ: "الكل يكتسب بيديه عيشه ويحول ما يكتسبه إلى بلاده فعمروا بلادهم واستفادوا خيراً كثيرا لأن هذا البلد المبارك لا يظلم به أحد، فالناس سواسية أمام الشريعة الإسلامية بطمأنينة وأمن وإعطاء كل ذي حق حقه، وإن كان الخطأ من بعض الذين ضعف إيمانهم وقل خيرهم والذين لا يبالون بأوطانهم وتساهلوا بهذه المهمة فهذا الخطأ لا يمثل الرأي العام وإنما هذه أخطاء شخصية".
وحذر مفتي عام المملكة من إيذاء النساء، معداًّ ذلك بالضرر العظيم، مضيفاً: "فإن يكن ذلك الإيذاء راجعا للمرأة وتساهلها في حجابها وتسترها فإن هذا يلحق النقص بها وتوصف بأنها متساهلة غير مبالية بعرضها وكرامتها، وإن يكون ذلك من الرجل فليعلم أن هذا أمر منكر وكبيرة من كبائر الذنوب". وقال إن إيذاء النساء يؤدي إلى أضرار منها ما يؤدي إلى الوقوع في المحظور، وأنه به تتبع لعورات المسلمين، وإفساد العلاقة بين الزوجين، مضيفاً: "ولنكن يا إخواني على مستوى من المسؤولية والترفع عن هذه الرذيلة واتقوا الله وعفوا تعف نساؤكم".