أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، التزام القيادة الفلسطينية بالتفاوض مع إسرائيل رغم تقديمه وزميله عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتيه، استقالتيهما من الوفد المفاوض، واللتين ما زالتا موضع نظر من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال عريقات: "إن القيادة الفلسطينية ومن منطلق إيمانها بأهمية تحقيق السلام العادل والشامل ملتزمة بالتفاوض مع الجانب الإسرائيلي رغم ما تمارسه حكومته برئاسة بنيامين نتنياهو، من جرائم بحق الإنسان والأرض الفلسطينيين". وكان عريقات واشتيه قدما استقالتيهما من الوفد المفاوض في 5 نوفمبر الجاري غير أن الرئيس عباس لم يبت فيهما بعد. والتزمت القيادة الفلسطينية للإدارة الأميركية بأن تستمر بالمفاوضات في الفترة المحددة وهي من 6 إلى 9 أشهر تنتهي في أبريل المقبل.
وقال عريقات لمقرر لجنة الشؤون السياسية والديموقراطية في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا السيناتور الهولندي تيني كوكس: "إن إسرائيل قتلت عددا من الفلسطينيين خلال سير عملية التفاوض، وقامت بتدمير عدد من المنازل خاصة بالقدس المحتلة، الأمر الذي يؤكد عدم ثقة الفلسطينيين بحكومة الاحتلال ويقتل الأمل بتحقيق السلام العادل وفق قرارات المجتمع الدولي".
في غضون ذلك، صادق الاحتلال الإسرائيلي على إقامة حديقة توراتية على سفوح جبل المشارف، شمال القدس، على مساحة إجمالية تصل إلى 750 دونما، صادرها من أصحابها المقدسيين من سكان بلدة العيسوية والطور. وقالت مؤسسة الأقصى إن الاحتلال "يسعى من خلال إقامة هذه الحديقة التوراتية ـ التلمودية، إلى تهويد محيط البلدة القديمة بالقدس ومحيط المسجد الأقصى، بأقصى سرعة ممكنة، خاصة إذا عُلم أن المصادقة على هذا المخطط جرت بعد مداولات ماراثونية، منها جلسة عقدت أول من أمس استمرت 11 ساعة، انتهت منتصف الليل بالمصادقة على المخطط". وأضافت المؤسسة أن الاحتلال "عبر إقامة سوار من الحدائق التوراتية حول الأقصى والقدس القديمة، (من 7 إلى 8 حدائق أغلبها متواصل جغرافيا)، يحاول طمس المعالم الإسلامية والعربية، وتزييف التاريخ، ومحاولة إسباغ قدسية يهودية باطلة بهذه المواقع".
إلى ذلك، أحيا الفلسطينيون أمس ذكرى إعلان استقلال دولة فلسطين، حيث أكد الرئيس عباس على "أننا مصممون على إقامة دولتنا المستقلة، ومتشبثون بهذه الأرض". وقال "هناك مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لكن نحن نعاني كل يوم من اعتداءات المستوطنين على البشر والحجر والمساجد والكنائس والشجر الذي يمتد عمره لآلاف السنين، والذي يشهد كل يوم هجمات لقطعه من قبل المستوطنين. هذا عمل غير أخلاقي، وغير أنساني، وغير حضاري، لأنه لا يوجد أي مبرر لاستمرار هذه الاعتداءات الوحشية ضد أبناء شعبنا". وأضاف "نحن صابرون ومتمسكون بأرضنا، ومصممون على إقامة دولتنا المستقلة، ومتشبثون بهذه الأرض، لذلك نحن نعبر عن تقديرنا لشعوبكم وحكوماتكم التي أرسلتكم لتروا الحقيقة المرة في فلسطين".
بدوره، دعا المجلس الوطني الفلسطيني بمناسبة الذكرى 25 لإعلان وثيقة الاستقلال الفلسطيني لمواجهة السياسات الاحتلالية الإسرائيلية بمزيد من التحدي والتمسك والوحدة والإصرار، مؤكدا أن الاحتلال يسعى جاهدا لتعطيل ومصادرة الحق الفلسطيني في إنجاز استقلاله الوطني وإقامة دولته المستقلة من خلال تكثيف للاستيطان ومصادرة للأراضي، وهدم المنازل وتشريد سكانها.
وشدد المجلس على أن لغة الصلف والعنجهية التي تمتاز بها أقوال وأفعال الحكومة الإسرائيلية لن تفت بعضد الشعب الفلسطيني وصموده، ولن تزيده إلا قوة وتصميما على نيل حقوقه، فالاحتلال إلى زوال، وسيبقى الشعب الفلسطيني متجذرا في أرضه كما أكدته وثيقة إعلان الاستقلال عام 1988.