أوضح سفير الجامعة العربية في واشنطن الدكتور محمد رجاء الحسيني، في تصريحات إلى"الوطن" أمس، أن حق النقض الذي تملكه بعض الدول داخل مجلس الأمن هو سبب استمرار الأزمة في سورية وفي فلسطين. وقال في تصريحات إلى"الوطن"، إن نزع السلاح الكيماوي الذي يمتلكه النظام السوري، سمح لإسرائيل أن تكون الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تمتلك أسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية، مؤكدا أنه يتوجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة العمل على التخلص من هذه الأسلحة من أجل شرق أوسط ينعم بالأمن والسلام والاستقرار.

وأضاف السفير الحسيني أن القضية الفلسطينية والصراع العربي ـ الإسرائيلي، يشيران إلى أن أغلبية القرارات التي أصدرها مجلس الأمن بشأنها منذ عام 1947 تم إبطالها وشل فعالياتها باستخدام حق النقض "الفيتو" من قبل الأعضاء وتحديدا الولايات المتحدة، وأن ذلك يأتي لمصالح سياسية بحتة وتحت ضغوط جماعات لها مصالحها الخاصة، دون الالتفات أو الأخذ في الحسبان معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ أكثر من 65 عاما.

وأشار الحسيني إلى أن إسرائيل تتحدى بالدعم المطلق من واشنطن قرارات الأمم المتحدة، ولا تنظر إليها بأي اهتمام. مشيرا إلى أن المأساة المستمرة في سورية منذ ما يزيد على عامين ونصف، وتسبب النظام السوري في مقتل أكثر من 120 ألف سوري وتشريد ونزوح وتهجير ملايين السوريين داخليا وإلى الدول المجاورة، كان بسبب استخدام روسيا والصين للفيتو.

وأضاف الحسيني أن رفض المملكة لمقعد في مجلس الأمن خطوة إيجابية ورسالة مهمة للعالم المحب للسلام وإصلاح أنظمة الأمم المتحدة. وقال: "أرى في الموقف السعودي خطوة إيجابية على الصعيد الدولي. فهي المرة الأولى، في تاريخ الأمم المتحدة التي ترفض دولة تعد عضوا مهما فيها هذا المقعد الذي تبذل دول كثيرة جهودا مضنية وتنفق أموالا كثيرة لأجل الحصول عليه. والمملكة في رفضها المقعد توجه رسالة مهمة، نيابة عن العالمين العربي والإسلامي، اللذين طالما تضررا من قرارات مجلس الأمن الدولي باستخدام دولة عضو أو أكثر من الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس حق الفيتو.