الذي يؤكد هذا الصراع بين طرفي الإعلام الجديد والإعلام القديم، هو هذا السعي الحثيث لكبريات الصحف الورقية، وكبريات القنوات التلفزيونية، لحجز مواقع لهم على الشبكة العنكبوتية، وتقديم كل خدمات الفيديو والصور وصناديق التعليقات التفاعلية بينهم وبين جمهورهم، محاولة للحاق بما يمكن اللحاق به، في هذا التسارع المعلوماتي والخبري والبصري، الذي لا يهدأ.

لقد أصبح الخبر اليوم، تتجاذبه يدان، يد الإعلام القديم بصحفه الورقية وقنواته التلفزيونية، ويد الإعلام الجديد بمواقعه التواصلية، والخبرية المتخصصة، التي تسبق أدوات الإعلام القديم، من صحف وشاشات.

الإعلام القديم، ليست له مصادر غير مراسليه الرسميين، من حملة البطاقات الإعلامية الرسمية، بينما الإعلام الجديد، مراسلوه ليس لهم بطاقات رسمية، ولا انتماء مؤسساتي رسمي، وقد يكون الخبر بيد شخص عادي جدا، يرسله وهو مُتكئ في منزله، إلى أحد مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة، فتطير به الأزرار والأيدي، فيصل إلى كل الناس، في ظرف دقائق.

المرحلة القادمة، هي التي ستعطينا نتيجة هذا الصراع بين إعلام جديد متسارع وغير رسمي، وبين إعلام قديم مقنن ورسمي، وطابعه البطء والهدوء.