كنت كغيري من المواطنين الذين لا يعرفون من عوالم السكن والمساكن سوى دفع الإيجارات، ورسائل صاحب العمارة المزعجة، أتعاطف مع وزير الإسكان الدكتور "شويش الضويحي" وأشد على يده، وهو الذي يتسلم حقيبة مستحدثة وجديدة، تعالج مشكلة قديمة تتماس مع حياة 70% من المواطنين وشؤونهم اليومية، ومصدر سعادتنا الكبير أن الوزارة حملت اسم الإسكان، وتعني في اللغة والاصطلاح توفير السكن للناس وإيوائهم من جحيم سوق العقار الذي تقضي نيرانه المستعرة على نصف مداخيلهم وربما أكثر من النصف.

اليوم وبعد مرور أربعة أعوام على إنشاء الوزارة، صرت أتعاطف أكثر مع معالي الوزير، وأشعر أنه بحاجة إلى تعاطفنا جميعا الساكن وغير الساكن، فالوزارة رغم أنها لم تحقق أي نتائج ملموسة على أرض الواقع، ولم تسلم بيتا واحدا، إلا أن مجرد التصدي لهكذا مهمة شجاعة منه يستحق عليها الثناء، فالبلد مساحته متواضعة مقارنة بعدد طالبي السكن والأراضي كلها مأهولة بالبشر والبنايات، والميزانيات المخصصة للوزارة لا تكفي لبناء عمارتين على شارع خلفي في حي يتوارى جنوب مدينة صغيرة.

ومع كل هذه التحديات الكبرى، فتحت الوزارة باب التقديم على السكن للمواطنين عبر موقعها الإلكتروني وجددت وعودها بالسيطرة على المشكلة أو جزء منها خلال سبعة أشهر، ومن صبر سنوات لن تضيره الأشهر، لكننا شعب لا يعجبه العجب ولا السكن في المريخ، التزمنا الصمت طوال تلك السنوات وحين بدأت الوزارة بالعمل انسلت الأقلام للنيل من جهودها الجبارة.

وكان آخر هؤلاء الزميل "خلَف الحربي" الذي كتب مقالا في عكاظ نسف فيه كل طموح المواطنين وآمالهم بالحصول على بيت العمر المنتظر، وحذرهم من الوقوع في شرك المساءلة القانونية في حال قدموا للوزارة معلومات مغلوطة عن أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية، المشكلة أن "خلَف" زاويته وحدها "على شارعين" فكيف بمن يبحث عن غرفة وحمام على شارع واحد، أو حتى بدون شوارع، المهم أنه سكن والشارع سنجد له حلا، لو نأخذ واحدا من "خلَف" بقوة النظام.