بعد أن قرأت الخبر الذي يقول: إن السعوديين يعانون من الإحباط والاكتئاب بسبب "إدمانهم" للـ"تويتر" و"الفيس بوك"، أسرعت أدقق بين كلمات وجمل الخبر، أبحث عن أرقام وإحصاءات لعلي أجد ولو دراسة واحدة تدعم هذا الكلام، وأخذت أردد لو أن هذا الكلام فعلا حقيقة، فبكل تأكيد لا تخص السعوديين وحدهم، فجميع مستخدمي الإنترنت من شعوب العالم هم أيضا سوف يشعرون بالإحباط والاكتئاب مثل السعوديين. لذلك أثارت لدي هذه المعلومة علامات التعجب والاستفهام.
فعلا لم أتبين أي سبب مقنع بُنيت عليه هذه المعلومة. فما نشر عنها مجرد رأي لمعالجين نفسيين اجتمعوا على هامش مؤتمر أقيم في جدة لعلاج الاضطراب النفسي.
وهنا مكمن الخطورة، ذلك لو أننا أهملناها دون تدقيق، فإن هذه المعلومة الخاطئة هي التي سوف تسبب الإحباط والاكتئاب. لسبب بسيط ومعروف في مجال علم النفس والتأثير الجمعي، وهو أن نسبة من الناس تتأثر بما يقال لها نتيجة لحالات نفسية. من أجل ذلك، أتساءل هل تأتي هذه المعلومة ضمن حملة ترويجية لأدوية الراحة والاكتئاب ولترويج العيادات النفسية؟
قياسا على الخوف من أي حملة لترويج الوهم، أذكركم بالجملة التي جاءت قبل سنوات قريبة على لسان مذيعة مشهورة تقدم برنامجا لتمارين تخفيف الوزن، حينها قالت المذيعة بعد زيارتها للمملكة، إن أكثر من 60% من النساء السعوديات بدينات!
هكذا أطلقت كلامها دون أي سند علمي، مما يعني أن هدفا ما كان خلف هذا الكلام. وفعلا تصدر كلام المذيعة التي جعلت من نفسها عالمة وباحثة إعلانا للدعاية لتحليل طبي يسبق برامج الحمية وتخفيف الوزن، وجاء أيضا متزامنا مع ترويج أدوية لتخسيس الجسم، في نفس الوقت الذي شهد أحد فنادق جدة فعالية ترويج أدوية للحمية وتخفيف الوزن!