جدد رئيس النادي الأهلي الأمير فهد بن خالد اعترافه بأخطاء ارتكبت في ناديه وطالت فريق كرة القدم الأول تحديداً، وشدد على أن التعاقد مع المدرب النرويجي تروند سوليد كان خطأ، وأن عدم محاسبة لاعبين منحوا الفرصة دون أن يستثمروها كان خطأ.

لم يكن هذا هو الاعتراف الأول للأمير فهد، فقد سبقه بتأكيد سابق على أن أخطاء ارتكبت الموسم الماضي أبعدت الفريق كثيراً عن تحقيق الطموحات.

وما بين اعتراف سابق، واعتراف أخير، تأتي تأكيدات الأمير بأن المقبل أفضل، وهو يبدو، حتى مع حديثه عن تقصير بعض اللاعبين الذين نالوا الفرصة تلو الأخرى دون أن يقدموا مهر استحقاقهم لها، غير فاقد للأمل في عودتهم إلى جادة التألق وخدمة الفريق.

وفي وقت يصر فيه الأمير فهد على أن عقوبات ستطال المقصرين، وأنها ستبقى عقوبات سرية لأن غايتها الإصلاح وتقويم الإعوجاج وليس التشهير، فإنه يبقي الباب موارباً أمام اللاعبين المقصرين يمكنهم المرور من خلاله إلى دائرة الضوء والاهتمام والاحترام، إذا ما أرادوا أن ينفضوا عن كاهلهم تهم التهاون وفقدان الروح وعدم المبالاة بالكيان الأهلاوي الكبير.

ومع الباب الموارب من الضروري أن يعي اللاعبون أن فرصتهم المقبلة قد تكون الأخيرة إذا ما أرادوا التأكيد على استحقاق ارتدائهم شعار النادي الراقي، فالإدارة تغيرت، والمدربون تغيروا، والمشرفون على الفريق ذهبوا وجاء غيرهم، وصار الدور اليوم على اللاعبين، فإما أن يتمسكوا بفرصة البقاء، وإما أن يكون مصيرهم إلى النسيان فقد لاتقبل بهم حتى أندية الظل إذا ما أصروا على عدم احترام الشعار الذي يحملونه.

وتبدو مهمة المشرف الجديد على كرة الأهلي طارق كيال بالغة الصعوبة خصوصاً أنه حدد رهانه من توصيفه لوضع الفريق بأنه "مفكك"، وأنه يعمل على أن "يجعل من لاعبي الأهلي انتحاريين ومقاتلين في العطاء والتضحية"، وفي اعتقادي أن النجاح في هذا الرهان هو الفيصل بين أهلي يترقبه جمهوره بكثير من الشغف والحب، وبين أهلي لم يجلب لهذا الجمهور سوى الحزن والغم والهم.

الموسم الحالي قد يشكل الرهان الأخير للأهلي، فإما سيعود إلى حيث يستحق بين فرق الصفوة والصف الأول، وإما أن يقبل جمهوره ومنسوبوه ومسيروه أنه بات ماضيا للتغني بالأمجاد، وأن حاضره لايعد بأفضل مما هو عليه اليوم.