عندما ينظر المتحدث الإعلامي إلى تواصل الإعلاميين معه على أنه إزعاج؛ فنحن أمام أمرين: إما أن هذا المتحدث لا يدرك حجم المسؤولية الإعلامية الملقاة على عاتقه، أو أنه لا يستطيع بناء علاقة إيجابية مع الإعلام، وفي كلا الحالتين ينبغي أن يعاد النظر في وجوده في مثل هذا الموقع.
المتحدث الرسمي لوزارة الخدمة المدنية عبدالعزيز الخنين، الذي عرف عنه أنه لا يجيب على اتصالات الإعلاميين، صب جام غضبه قبل أيام على الزميل نايف العصيمي، الذي اتصل به عدة مرات؛ باحثا عن معلومة، وطلب منه عدم الإزعاج، ولا أعلم كيف يريد الخنين أن يتواصل معه الإعلاميون، طالما أنه أصبح يعدّ اتصالاتهم إزعاجا؟.
"معاذ الله" أن نكون نحن الإعلاميين مزعجين، ولكن من حقنا على سعادته أن يخبرنا كيف هي الطريقة المثلى للتواصل معه، إن كان يعدّ الاتصال الهاتفي إزعاجا، ويتجاهل الرسائل النصية ورسائل الواتس آب، بل حتى المتواصلين معه على حسابه الشخصي في "تويتر" لا يجدون إجابة في معظم الأحيان!.
لا شك أن تجربة المتحدث الإعلامي التي انطلقت من وزارة الداخلية، وحققت نجاحا كبيرا على يد اللواء منصور التركي، الذي تربطه علاقة صداقة بكل صحفي يبحث عن المعلومة، لم يكتب لها النجاح في بعض الوزارات والجهات الحكومية الأخرى، ونجاح التجربة وفشلها في نظري يرجع إلى الشخصية التي تسند إليها المهمة، فإن كانت شخصية مستشعرة للمسؤولية، مدركة لدور الإعلام وأهميته، قادرة على بناء علاقة إيجابية مع الإعلاميين فالنجاح سيكون حليفها.
ووزارة الخدمة المدنية ذات الملفات الشائكة، كملف البديلات والدبلومات، من الوزارات التي نشهد نحن الإعلاميين ـ ونحن شهداء الله في أرضه ـ بعدم نجاح تجربة متحدثها الإعلامي، ونجزم أن الإشكالية تكمن في متحدثها الرسمي الذي يصمت أكثر مما يتحدث، وإذا تحدث قلنا "ليته لم يجب"!.