يعشق سكان محافظة "يدمة" بنجران حياة البادية التي كان يعيشها أسلافهم في زمنٍ مضى، فرغم أن بعض أهاليها يسكن في البيوت الحديثة، إلا أنهم يتعمدون نصب خيامهم بجوار إبلهم في كثبان الرمال القريبة جداً من سهول وجبال المحافظة. ويمكن لزائر هذه المحافظة أن يشاهد التزام الأهالي بأسواق الأيام كما كان الأمر قديماً، كسوق الثلاثاء وسوق الخميس. ويمكن لمرتاد السوق أن يرى بضائع فريدة كالسمن والأقط، إضافة للمواشي والأنعام وشتى أنواع التمور والفواكه والخضراوات.

والمتتبع لتاريخ محافظة يدمة التي تبعد عن مدينة نجران 182 كيلو مترًا يجد أنها تحتل موقعاً جغرافياً أساسياً يربط بين منطقة نجران والرياض وعسير، حيث كانت حلقة وصل بين هذه المناطق في سالف الأيام، واحتفظت بذلك بعد تعبيد الطرق. وقد كانت يدمة تُسمى في القِدم بـ"الماء" نظراً لوفرة المياه بها آنذاك، فبئر يدمة الشهيرة التي سُميت المحافظة باسمها كانت إحدى موارد المياه الهامة، واحتلت موقعا اقتصاديا لافتاً عند المؤرخين؛ حيث كانت تتوقف بها قوافل التجارة وتنطلق منها عبر طريقين، الأول يتجه شمال شرق الجزيرة العربية ماراً بقرية الفاو، والثاني يتجه إلى شمال وغرب الجزيرة العربية.