ربما بشيء من الإحباط السياسي العربي، سأل الكاتب الكويتي الساخر "محمد الوشيحي" عن رقم هاتف المسؤول عن "مزبلة التاريخ" عبر حسابه في "تويتر"، فجاءت الإجابات قريبة من إحباط السؤال والسائل، فالكاتبة دلع مفتي، ردت بسخرية مؤلمة للواقع بقولها: مزبلة التاريخ أغلقت أبوابها، وتقاعد المسؤول عنها بعدما وجد الحاضر "أزبل" مما كان يتوقع، وجاء رد آخر بأن مزبلة التاريخ لم تعد تستوعب أكثر مما فيها..!
ردود فعل الناس وتفاعلهم هي مقياس الإحباط والتفاؤل في واقعنا، وصورة توثيقية لحالة نفسية نعيشها وتعيشنا "غصبا"..!
مجرد مسح ضوئي على خارطة الوطن العربي، تهبط بالمزاج إلى أسفل السافلين، وترفع مؤشر الإحباط إلى عليين.. وسجل يا تاريخ..!
مجرد مسح بصري على "الوطن العربي" الذي تغير عدد دوله عما كنا ندرسه، سترى "الفتنة" تطل برأسها في أغلب البلاد، وستصدم بأنها ليست فقط خارجية، بل جزء كبير منها داخلي وبأيد محلية..!
مجرد مسح سمعي على أخبار الوطن العربي، ستسمع ما لم تتوقع أن تسمعه على مدى قرن، وليس على مدى 4 سنوات كما هو واقع الحادث..!
لم تتفتت خارطة الوطن العربي من أطرافها فقط، ولم تنفصل عن "الوطن" أجزاء بأكملها فقط، بل إنه حتى الأجزاء تفتت، فالسودان لم يعد دولة واحدة كما كانت خارطته في "الأطلس الأخضر" الذي حفظناه في الصغر، وهناك من يسعى إلى شق اليمن إلى يمنين ليعيد الفرقة بين الإخوة بالدم والنار، وسورية لم تعد "شاما"، بل أصبحت "حوض دم" اختلطت فيه دماء الإخوة بأيد داخلية وخارجية، ولم يبق أحد يخفي خوفه بأن انتصار الثورة لن يكون انتصارا للحرية والإنسانية، بل سيكون طريق فرقة وتشتت، فلعن الله من جر الثورة إلى طريق الدم، مصر أيضا لم تعد أما للدنيا، بل أضحت مقبرة للديموقراطية التي كانت حلم الشعوب العربية وغاية الثورات الشريفة..!
حاول عزيزي القارئ أن تجر بصرك وفكرك على بقية أجزاء الوطن العربي.. وتأمل..!
(بين قوسين)
أكاديمية "قذارة" الفعل في التاريخ الإنساني تعتذر عن استقبال المزيد ممن جروا وطننا العربي إلى ما هو عليه اليوم.