أن تكون ممثلا في السعودية، يعني أن تكون "كوميديانا" يضحك منك الجميع، حتى لو لم تكن تتقن فن الإضحاك وخلق النكتة و"الافّيه"، وحتى لو جاءت قسمات وجهك حادة، وملامحك تنحاز للجدية، فإنك ستقتحم "الكوميديا"، راغبا أو مكرها، متى ما وجدت نفسك ممثلا تؤدي دورا أمام الكاميرا، وربما لن تجد نفسك في مكان آخر.

منذ سنوات طويلة، لم يقدم السعوديون عملا دراميا جادا، باستثناء بعض المشاركات في أعمال خليجية، أو تلك المحاولات التي قدمها المنتج حسن عسيري، ولم تحظ بالقدر الكافي من القبول والمشاهدة، إذا ما استثنينا "أسوار 1"، وما عدا ذلك ما دارت كاميرا مخرج مسلسل في البلد إلا لإنتاج كوميديا.

انتقل لـ"يوتيوب"، ستجد أن المقاطع خفيفة الدم هي الأكثر مشاهدة واستهواء، سواء كانت عملا متكاملا بإخراج ومونتاج أو مجرد تصوير هواة على طبيعتهم أو يحاولون الاستظراف، والعجيب أنهم في كل الأحوال مقبولون، وفي نفس الوقت تمتلئ التعليقات بالشتم وخفة الدم أيضا.

وبعيدا عن الكاميرات، تعج المواقع الاجتماعية بحسابات الضحك والتنكيت وهي من الأكثر متابعة، وتأتي النكت والصور المضحكة كأكثر المشاركات على "واتساب"، وحتى المجالس والاستراحات لا بد أن يتحول الجميع فيها إلى "كوميديانات" حتى يحظوا بشيء من القبول، ولا عزاء للجادين وحاملي هموم الأمة والمجتمع.