مساء غد الأحد، ستحتفل درة الجامعات السعودية، جامعة جازان، بقطاف الثمرة الأولى لأكثر من ثمانين طالبة في كليتي الطب والصيدلة من بناتنا في خريجات الدفعة الأولى في هذه التخصصات النوعية. نعم.. سيكون عتبي على الرقم الذي كان يفترض أن يكون بالضعف، عطفاً على ما أراه في وطني من الإمكانيات والموارد ولكن: لكم أن تعلموا أن جامعة جازان كانت أول جامعة سعودية تبدأ برامج التعاون الدولي المشترك، ولكم أن تعلموا أيضاً أن كل فتاة سعودية من خريجات الدفعة الأولى كان لها الخيار في الذهاب للدراسة والتدريب الطبي في أرقى جامعات الكون لفترات من برنامج تأهيلها الدراسي. كانت جامعة جازان أول جامعة ناشئة تفتح كل برامجها الدراسية للجنسين عند اليوم لإقرار أي قسم أو برنامج أكاديمي دراسي دون أولوية أو تمييز.

مساء غد ستكون، أو ستعود الأميرة، عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، إلى ذات الحقل الزراعي الإنساني الذي وقفت معه منذ اليوم الأول. إذ قبل ما يقرب من ست سنوات راهنت "عادلة" على البذرة وظلت لأسبوع كامل تداوم في القاعات والمعامل في جامعة جازان وتنتظم مع أخواتها وبناتها في جداولهن الدراسية. وقد لا يعرف الكثير مع زحمة الأخبار أنها كانت "الأم الروحي" لكل مناشط الجامعة النسائية، وأنها نفسها من قال في اليوم لدراسة هؤلاء البنات: إن طبيبة واحدة من جازان أو الجوف أهم لديها في المسار التنموي الوطني من عشر طبيبات في الرياض أو جدة. ولست هنا من يفشي "سراً" أعرفه ومن فم "عادلة بنت عبدالله" أنها كانت غداً ستكون "بالصين" لحضور تخرج نجلها من جامعة بكين ولكنها قطعت جدولها تبعاً لأولوية الوطن حين يتقاطع مع الأسرة الخاصة. الذي أعرفه جيداً أن طبيبات جامعة جازان من الدفعة الأولى قد مارسن ضغطاً هائلاً على "ابنة أبومتعب" كي يكون لهن الأولوية في الفرح النهائي بمساء مدهش مختلف يطرد كل مخاوف اليوم الأول حين ابتدأن الدراسة مع "عادلة" بكل خوفه وقلقه. نحن لا نفتح في جازان خمسين عيادة طبية.. بل 500 منزل من الحياة والأمل والطموح.. شكراً لكل من أوصلنا لهذه اللحظة.