ليس أقوى من (قضية) المدرب القدير خالد القروني في تدريبه لفريق الاتحاد (معارا) إلى نهاية الموسم، قبل أن يظهر صالح أبو نخاع المشرف على المنتخب الأولمبي في إذاعة (يو إف إم)، ويفجر (القنبلة)، بأن على القروني ومساعديه العودة للمنتخب الأولمبي خلال 48 ساعة أو سيتخذ بحقهم "القرار المناسب، سنوصي بالإقالة أو تحويلهم لمنتخب سني آخر".
وفي عبارة أخرى، يقول "هو مدرب (بعقد متعاون)، وإذا رجع سنوقع معه (عقدا احترافيا)".
وبدوري يبدو أنني سأكون عاجزا عن صفصفة كلامي، وقد أجد نفسي في أحد منعطفات اتحاد القدم الخطرة بين أمواج تتلاطمه من كل حدب وصوب.
القروني الذي حقق نجاحات كبيرة مع المنتخبات والأندية، ما زال يعمل (بعقد متعاون)، ولأنه ذهب للاتحاد وبدأ عمله وفاز في مباراتين كانتا في غاية من الصعوبة، يعلن صالح أبو نخاع وجوب عودته حالا.
أي تهور هذا بحق مدرب وطني ناجح، والأسوأ بما يحيلنا إلى (فوضى العمل)، أن المنتخب الأولمبي ليست لديه أي مشاركات، حتى إن تصفيات آسيا في رمضان أجلت إلى 2015 بتأكيد القروني في حديثه لبرنامج (في المرمى)، بينما يقول أبونخاع "لدينا برامج وطلبت من لوبيز اختيار بديل موقت ولكنه رفض لأنه لم يعلم بذهاب القروني للاتحاد وكان يجب أن يستأذن منه".
في المقابل يقول القروني: "لوبيز ليس مسؤولا عني، المنتخب الأولمبي ليس من الفئات السنية، وأنا استأذنت من صالح أبو نخاع ومن هرم الاتحاد أحمد عيد".
هل يعقل أن أيا من الجانبين لا يعرف عمله ولا مسؤوليه ولا من يتخاطب مع من ولا البرامج؟ هذا ما قيل في تصريحات فضائية وليست (كلام جرايد)..!
هل يعقل أن تكون لغة خطاب رسمي من مسؤول على نحو ما تم تداوله بحق مدرب بدأ عمله ولعب مباراتين، ويواكب ذلك تبرير مضحك بأنهم كانوا يريدون الاستقرار للاتحاد قبل مباراة العين الإماراتي، والآن وقبل أن يعود للعب محليا كأنهم يقولون: (لا يعنينا أن يكون الاتحاد بدون مدرب يحفظ له استقراره وهو سيلعب خارجيا أيضا بعد أسبوع، ولا نهتم بنفسيات مدربنا الوطني خالد القروني)..!!
الأكيد أن نادي الاتحاد أخطأ في عدم إكمال المفاهمات الهاتفية إلى خطاب رسمي قبل أن يبدأ القروني عمله، ولكنه لم يتأخر كثيرا، وحسب تأكيد أبو نخاع أن الخطاب وصل السبت الماضي، وتلقى أيضا خطابا من اللجنة الأولمبية السعودية لمعرفة برامج المنتخب بشأن تحديد الحصة المالية، وبناء عليه اجتمع بلوبيز الثلاثاء الذي رفض تكليف أي مدرب، ولذا قرر أبو نخاع مخاطبة القروني ومساعديه للعودة كي يضع البرنامج، في وقت أعلن القروني منذ أول تصريح له بتدريب الاتحاد أنه لا توجد أي منافسات إلى شهر ذي القعدة".
وبعد هذا التصعيد، أرسل نادي الاتحاد خطاب اعتذار، فتراجع صالح أبو نخاع ولوبيز عن قرارهما.
أي أننا وصلنا لمرحلة (حب الخشوم) ليس للتنازل عن حق شخصي، بل عن منظومة عمل، وبعد أن كتبت الصحافة عما يدور في كواليس المنتخب الأولمبي وبعض مسؤولي اتحاد القدم.
كان من السهولة وبعد أن تسرب الخبر أن يكون الحل تشاوريا ثم يصدر بيان، لكن تصريح أبو نخاع قلب الدنيا على اتحاد القدم، فبادر أحمد عيد و(غرّد) عبر (تويتر) بما يقلل من حدة ردود الفعل ويصحح الخطأ.
ثم صرح عدنان المعيبد لـ(قووول أون لاين) مصادقا على ما قيل، وغضب لوبيز، ومن ثم التراجع بعد اعتذار الاتحاد.
والواضح أن القروني ضحية خطابات، تعزز الموافقة الشفهية، واكب ذلك (تسلط) لوبيز وضعف إدارة المنتخب وخلل آلية العمل، وما قد يثار في (صراع) اتحاد القدم.
*حكمة: (لا يكذب من يثق بنفسه، ولا يخون من يعز نفسه).