يحرص الشاعر الشاب عبدالله عبيد، في جديده الشعري "جنائزية رجل الملح" على استنطاق هالات الشعر الغائبة وبهجتها المتراصة بين عالمين "الحياة والموت"، وهي معادلة الشاعر التي ينسج عليها حياكات شخصية يستمد منها الشكل الشعري لديه ماهيته الجزئية والكلية في ارتسامات صورية تكاد تقترب من الإفصاح والبوح والإشهار عن رغبات مفقودة أو مسـروقة بقوة الدلالة المحتشدة بعناصرها البنائية، التي ترسخ لقضية الشاعر الإنسانية ووجـوده ذاتاً ممتلئة شعراً وفكراً ورغبة جامحة لنوع جديد من الكتابة يقول الشاعر عبيد: "لقد مضى زمن البكائيات كثيراً وليس من المعقول أن نقيس التجارب بمقدار تحريكها للوتر الأخير وتجاهل العبقرية الغنية لها.

إن معنى الشعرية الحديثة أو ما يفترضه الواقع من طريقة للكتابة أراه يشبه الحرب الباردة، حيث على الشاعر الهروب من جحيم الواقع والدخول في فردوس المخيلة، أو تفادي كلاليب الجحيم والحصـول على ملذات الفردوس.

لا يمكن للنص الإبداعي أن يكون كذلك إلا إذا كان مغايراً للمألوف وهادماً لكل الأنسـاق، لا يمكنني أن أتخيل نصـاًّ إبداعياًّ خاضعاً لرقيب أو لشـرط ما.. حتى شرط اللغة ينكسر أحياناً بحسب الضرورة الفنية وما تقتضيه طبيعة التجربة.

وأوضح الشاعر عبيد لـ"الوطن" بأن "جنائزية رجل الملح" يعد كتـابه الشعري الثاني بعد "كطير.. ما" الذي حاز على جائزة المقالح للإبداع الأدبي فرع الشعر عام 2011، حيث إن كتابه الأخير "الجنائزية" صادرة عن الدار الـعربية للعلوم ناشرون بالتعاون مع أدبي جازان، احتوى الكتاب على قصائد تفعيلية وقصائد نثر وانقسم إلى ثلاثة أقسام "في ما يشبه جسد الطفل - مرثية لجسد الحب - سرديات جسد في الغياب" جاء الكتاب في 128 صفحة من القطع المتوسط 14*21، وتناول إشكالية الموت والحياة، والواقعي والخيالي، والظاهري والجواني، وكتب مقدمة الكتاب بنفسه والتي كـانت بعنوان "على الساحل ولا يملك طوق نجاة".