ربما يمكن القول إن خواطر أحمد الشقيري من البرامج الرمضانية المتميزة، وبالإضافة لذلك فهو متطور من جزء إلى آخر، ومن يتمعّن في أفكاره وطريقة إخراجه يدرك أنه أخذ جهدا كبيرا في الإعداد والتصوير والمونتاج.. وما النجاحات التي يحققها البرنامج إلا ثمرة للجهد المبذول من الشقيري وفريق العمل.
من المؤكد أن "خواطر" لم يأتِ ليغيّر الذهنية العربية.. أو ليصنع تحولا في مجتمعاتنا، لكنه جاء ليكون برنامجا توعوياً معلوماتياً يثري المشاهد العربي.. ومن جزء إلى آخر يقترب الشقيري من إنجاز المعادلة المطلوبة لتصبح خواطره من البرامج الأكثر استقطابا للجمهور منذ انطلقت عام 2005 في "خواطر شاب" وفيها طرح قضايا السعادة والمرأة والأم والفتاوى الغريبة..... وغيرها... ثم "خواطر 2" عام 2006 الذي لم يكن بعيدا في جوهره عن الجزء الأول، ثم "خواطر 3" وخواطر 4"، وأتت بعده النقلة الهامة في "خواطر 5 من اليابان"، وربما اكتشف من خلالها الشقيري أسلوبا جديدا يصلح لأن يكون مدرسة في برامج التوعية والتثقيف، ولذلك طوّر الفكرة وخرج عن اليابان ليدور في دول كثيرة نابشاً أعماق التاريخ وباسطاً المقارنات بسلاسة وبمفردات سهلة تتقبلها مختلف شرائح المجتمع من الطبقة البسيطة وصولا للنخب.. وشرع يتحدث عن التعايش والحسبة و"مساجد غير" والمهلبية والاصطرلاب.. والكاميرا ترافقه هنا وهناك لنكتشف أن الحلقة الواحدة أخذت من الوقت والجهد ما يصعب على المشاهد تخيله وهو يتابع الحلقة فترة عرضها.
خواطر الشقيري تستحق أن تنافس بقوة على لقب نجم الموسم الرمضاني، وكي تنال اللقب بدون منافسة لا بد من تفادي بعض الأمور التي قد تشكل ثغرات تكدّر صفو بعض الخواطر مثل المبالغة في انتقاد العرب، كذلك يفترض السعي لإيصال الفكرة بدون وعظ، فالأسلوب الوعظي يضعف الطرح أحياناً، والاكتفاء بعرض الموضوع هو تميّز بحد ذاته. وإلى ذلك هناك نماذج عربية إيجابية معاصرة من مبدعين ومخترعين يستطيع معدّ البرنامج الوصول إليهم عن طريق الجهات التي تعنى بهم في بلدانهم.. فالإيجابيات موجودة أيضا لدى العرب.