ينظر البعض للأمور بمنظار سلبي، ويتسبب له ذلك في متاعب حياتية جمـة، فتضعف أو تنقطع علاقته بالآخرين، فيصبح محبطا متشائما، وقد يفقد الوسائل المساعدة على الإبداع، وينعكس ذلك كله على الأمور والأحداث من حوله، وهو ما يصفه علماء النفس الإكلينيكي بـ «التعميم السلبي»، ويصفون علاجه بارتداء «النظارة البيضاء» التي تجعل الإنسان ينظر إلى الأمور بالتفاؤل، والرضا.

عن هذه الحالة، يقول أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور عبدالله الحريري «النظرة السلبية للأمور إحدى المشاكل الرئيسة في الحياة، فكثير من السلوكيات التي تدور حولنا ليست هي سبب مشاكلنا، وإنما تأويلنا وتفسيرنا السلبي لها هو السبب. إذ تتكوّن منها معتقدات سلبية تؤدي إلى مشاكل كثيرة في حياتنا، وبالتالي فإن النظرة الإيجابية للأمور تحقق الصحة النفسية، وتنعكس على الفرد، وعلى تفاعله مع الآخرين بصورة إيجابية».

وأضاف أن «التأويل السلبي بين الناس للأحاسيس، أو النظرات، أو الكلمات، أو وجهات النظر يتسبب في سوء الفهم الذي من شأنه توتر العلاقات، وإحداث الخلافات البينية، فالدراسات أكدت أن السبب في هذه المشاكل هو «التعميم السلبي» للأحداث والمواقف، واستخدام الكلمات التضخيمية، والكارثية، والمبالغة، والتطرّف، والتشدّد الفكري، فالأفكار غير العقلانية وغير المنطقية تؤدي إلى تلك النتائج».

ويضيف الدكتور الحريري أن «النظارة البيضاء تؤدي إلى تطوير الذات، وتنمية مواطن القوة لدى الفرد، التي عادة ما تكون مرتبطة بالإبداع والتفوّق، ويستطيع الإنسان بها أن يحقق الكثير من أهدافه، وينمّـي موهبته، وعلاقاته الاجتماعية، وينجح في التصالح مع الذات».