عادت مزارع النخيل بمحافظة العيص لسابق عهدها، وتحديدا للتسعينات الهجرية عندما كان الأهالي يباشرون الزراعة والاعتناء بالنخيل بأنفسهم دون تدخل العمالة.
وبحسب سعيد الجهني فإن مزارع العيص في التسعينات كانت لا تعرف العمال الأجنبية ويقوم الأهالي بأنفسهم بالعناية بمزارعهم بكل ما تحتاجه، وبالرغم من ذلك كان إنتاجها أكثر وتشتهر بمحاصيل النخيل الذي بلغت شهرته دول الخليج.
وتسببت الحملات الأمنية بهروب العمالة المخالفة التي تعمل بالمزارع مما دعا الأهالي للعودة لسابق عهدهم للعمل في المزارع، إذ رصدت "الوطن" خلو أغلب مزارع العيص من العمالة وقيام عدد من أصحاب المزارع للعمل بها والاستعانة بأبنائهم وبعض أفراد أسرهم من الجنسين حتى لا تتأثر سلباً بنقص العمالة هذه الأيام.
وذكر المزارع فلاح السناني، أن غياب العمالة الوافدة أجبره على أن يقوم بسقيا مزارعه بنفسه بمساعدة أبنائه، موضحا أنه في السابق كان يعتمد على العمالة الوافدة إلا أنه سرعان ما تذكر الماضي الجميل -حسب تعبيره- قائلا "كانت مزارع العيص لا تعرف العمالة الوافدة وإنما جميع من يقوم بسقيا المزارع من السعوديين" موضحا أن مهنة الفلاحة تعتبر من المهن المحببة لدي الكثيرين الذي يعشقون الزراعة.
فيما ذكر سليمان الجهني، أن غياب العمالة الوافدة جعلنا نبحث عن شباب سعوديين يقومون بسقيا مزارعنا لانشغالنا عنها بأعمالنا، موضحا أن البحث عن شخص يقوم بالسقيا أمر في غاية البساطه لكثرة الأشخاص الذي يفضلون العمل بالمزارع التي تعتبر جيـدة من ناحية الدخل المادي.
وأشار عويض الجهني الذي يعمل مزارعا إن مهنة الزراعة كنت أمارسها منذ زمن طويل إلا أن الإقبال المتزايد على العمالة جعل أصحاب المزارع يفضلون العامل الأجنبي عن العامل السعودي، موضحا أن مهنة الزراعة من الأعمال التي تناسب العديد من الشباب السعوديين، مشيرا إلى أن هذا العمل يعتبر بالنسبة له عملا إضافيا خلاف العمل الرسمي الذي يقوم به، موضحا أن الكثير من الشباب السعودين أصبحوا يتجهون لمثل هذه الأعمال، فالبعض يعتبره عمله الأساسي ويتفرغ لهذه المهنة والبعض الآخر يعده عملا إضافيا لزيادة دخله المادي.
فيما ذكر الشاب ظاهر الجهني أن العمل في الزراعة أمر مناسب لنا، ولكن بعض أصحاب المزارع يدفعون مبالغ زهيدة لا تساعدنا بالاستمرار في هذه الأعمال، مطالبا الجهات المعنية بتحديد مبالغ مجزية للشباب السعوديين أثناء عملهم في الزراعة، موضحا أن مزارع العيص وحدها توفر العديد من الوظائف وخاصة للشباب الذين ليس لديهم شهادات أو الذين تمنعهم ظروفهم الخاصة أو العائلية من البعد عن أهاليهم.