أعلن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، أن المحادثات التي جرت أمس في جنيف، مع ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة، لم تتح "للأسف" تحديد موعد لمؤتمر "جنيف ـ 2". وأعرب في مؤتمر صحفي عقده بجنيف عن أمله في التوصل إلى عقد المؤتمر "قبل نهاية العام الحالي"، معلنا أن اجتماعا ثلاثيا ثانيا سيعقد في 25 نوفمبر الحالي.
وكانت الأطراف المختلفة في النزاع السوري أعلنت مواقف متناقضة حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد. وقال مصدر روسي قريب من المشاورات الجارية في جلسة مغلقة بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة بجنيف أمس إن المؤتمر الذي كان مرتقبا أساسا في نوفمبر الجاري لن يعقد قبل ديسمبر المقبل.
وتبقى نقطة الخلاف الرئيسية مصير الرئيس السوري في الفترة الانتقالية، حيث طرح عدد من المجموعات بالمعارضة حيال مشاركتها شرطا مسبقا بضمان رحيله، وهو ما رفضته دمشق، إذ أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أول من أمس أن "نظام الأسد لن يذهب إلى جنيف ـ 2 لتسليم السلطة".
وأجرى الإبراهيمي أمس محادثات مع نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف وجينادي جاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان.
وتلا هذا الاجتماع، اجتماع موسع انضم إليه ممثلو الدول الثلاث الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي الصين وفرنسا وبريطانيا. وكانت الأمم المتحدة قررت في وقت سابق دعوة ممثلين عن 4 دول مجاورة لسورية أيضا هي العراق والأردن ولبنان وتركيا، وممثل عن الجامعة العربية وآخر عن الأمم المتحدة. واعتبرت الأوساط الدبلوماسية في الأمم المتحدة توسيع الاجتماع إشارة إلى تسريع التحضيرات لمؤتمر "جنيف 2".
ونقطة الخلاف الأخرى بين الروس والأميركيين أيضا هي مشاركة إيران. فقد كرر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس القول في موسكو إنه يجب دعوة إيران للمؤتمر. وقال "كل الذين لديهم تأثير على الوضع يجب أن تتم دعوتهم بالتأكيد للمؤتمر. وهذا يشمل كل الدول المجاورة لسورية وكل دول الخليج تقريبا، ليس فقط الدول العربية وإنما إيران أيضا".
وفيما شدد الإبراهيمي الأسبوع الماضي على مشاركة المعارضة السورية في المؤتمر، بقوله "إذا لم تشارك لن يكون هناك مؤتمر جنيف"، تجتمع هذه المعارضة في 9 نوفمبر الجاري بإسطنبول لاتخاذ قرار بشأن المشاركة. ويرفض المجلس الوطني السوري، أكبر كتلة سياسية بالائتلاف الوطني المعارض، المشاركة فيه "في ظل المعطيات والظروف الحالية" مهددا بأنه "لن يبقى بالائتلاف إذا قرر الذهاب إلى جنيف". كما اعتبرت 19 مجموعة مقاتلة في نهاية أكتوبر الماضي أن المشاركة هي "خيانة".