- قبل سنوات وفي نهائي دوري أبطال آسيا 2005 (المؤهل لكأس العالم للأندية) الذي جمع نادي الاتحاد السعودي مع نظيره العين الإماراتي.. كانت مباراة الذهاب في ملعب القطارة بالعين والإياب في جدة.. حينها كان هناك تسخين إعلامي كبير من الإعلام الإماراتي قبل المباراتين ممثلاً ببعض قنواته وذكروا أن ملعب القطارة هو مقبرة الخصوم، وأن الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود.
- الطرف الاتحادي إدارياً وإعلامياً التزم الصمت والهدوء وترك الكلام للاعبين في الملعب فقط.
- ولكن جمهور الاتحاد يومها بقيادة العندليب (صالح القرني) رئيس رابطة الجماهير الاتحادية ومن منطلق ثقته المطلقة بفريقه (المرعب تلك الأيام) تولى الرد على الاستفزازات الإعلامية العيناوية وأطلق أهازيج خالدة ما زال صداها يتردد حتى الآن.
- قبل مباراة ملعب القطارة ردد جمهور الاتحاد (ما همنا القطارة.. قدامك البحارة.. هذا ملعب وذاك ملعب.. وين ما تريد إحنا نلعب).
- وفعلاً ذهب الاتحاد للإمارات وعاد بنتيجة التعادل الإيجابي وهي نتيجة جيدة بمقياس مباريات الذهاب والإياب.
- أما في مباراة الرد في جدة فقد ردد الجمهور الاتحادي (والله العين ما تعلى على الحاجب.. مقدم الجيش ما هو مثل تاليها).. لينتصر الاتحاد برباعية تاريخية منحته البطولة والتأهل لكأس العالم للأندية ليحتفي مدرج العميد بذلك الفوز بطريقته الخاصة حين ردد:
(يأكلك أكل البرشومي.. يأكلك حبة حبة)
وأضاف إليها من وحي الموقف:
(يأكلك أكل التفاحة.. ويخلي جدة مرتاحة)
(يأكلك أكل الرمانة.. ويخلي جدة فرحانة)
(يأكلك أكل المشمشة.. ويخلي جدة مفرفشة).
- أتذكر يومها تعليقاً طريفاً لأحد الإخوة العيناويين قال فيه (أكلونا بكل أنواع الفواكه).
- كان ذلك فيما مضى حينما كان العميد ملء السمع والبصر.. والاتحاد ملك القارة الآسيوية من أقصاها إلى أقصاها.
- أما الآن.. فلم يعد من ذلك الاتحاد إلا هيبة مونديالي سابق تشفع له حيناً وتخذله أحياناً.
- سيلتقي غداً الاتحاد بالعين آسيوياً.. والاتحاد لم يعد الاتحاد.. لم يبق? منه إلا جمهوره.. مدرج الذهب الذي بإمكانه أن يصنع المعجزات.
- عاد (العمدة) قائد الجماهير العيناوية لاستفزاز (العميد) وجماهيره عبر مواقع التواصل الاجتماعي طمعاً منه في النمر المريض الذي يراه قد فقد خاصية الافتراس التي اشتهر بها حيث ظن بأن حال الاتحاد العليل سيكون خير فرصة لفريقه (المنتشي) والمتكامل من أجل تسديد بعض ديونه.
- ولكن يبدو أنه قد نسي أو تناسى أن الاتحاد يمرض ولا يموت وأنه ليس هناك أخطر من نمرٍ جريح له ماضٍ وسيعود إليه.
- غداً ليست مباراة الاتحاد.. بل مباراة جمهوره الذي سيصنع الفارق ويجبر نموره على الاستيقاظ من سباتهم للعودة إلى مجدٍ آسيوي كان الاتحاد ولا زال هو سيده ويريدون أن يظل كذلك.
- جمهور الاتحاد ليس مطالباً بالرد على استفزازات أحد في موقع التواصل الاجتماعي تويتر أو غيره.. هو مطالبٌ بالحضور الكثيف والمؤازرة الكبيرة والدعم المتواصل من أجل فريقه فقط وليس من أجل أحدٍ آخر.
- هي مباراة جمهورٍ كان وما زال وسيظل مضرب المثل للكل.. وهو الوحيد القادر على إعادة الشيخ إلى صباه والنمر إلى مبتغاه والاتحاد إلى مستواه.
- لن يكون الرهان على لاعبٍ مجتهد ولا على مدربٍ قادم ولا رئيس جديد.. بل على مدرج العميد.
- سيعود العميد لافتراسهم بكل أنواع الفواكه من جديد.. لأن العين لا يمكن أن تعلو على الحاجب فكيف على الاتحاد..؟!