برحيل الداعية الدكتور عبدالله بن محمد الشهراني، الأستاذ المشارك في قسم الحديث بجامعة الملك خالد، فقدت منطقة عسير أبرز الأسماء الدعوية.
فمنذ وقوع الحادث المؤلم الذي راح ضحيته يوم الجمعة الماضي، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي من هول الفاجعة، بل وصل "هاشتاق" وفاة الشيخ عبدالله الشهراني عبر تويتر إلى مئات الآلاف من التغريدات.
وكان أول من نعاه هو رفيق دربه ومرافقه في الرحلة الدعوية إلى محافظة بيشة الشيخ سعد الحجري، مشرف دار الإفتاء بمنطقة عسير، والذي أكد من خلال تغريدات له أن الشيخ كان آخر المودعين له في ذلك اليوم قبل مغادرته إلى مدينة أبها برفقة ابنه، ومظهرا عددا من خصال الخير التي اشتهر بها الفقيد.
وأضاف الحجري مغردا: عرفت الشيخ عبدالله الشهراني منذ ثلاثين عاما، وكان طيلة معرفتي به محبا للخير داعيا إلى الله، وكان همه الأكبر نشر الدعوة حتى لقي ربه.
الدكتور عبدالله الشهراني على الرغم من وظيفته المرموقة أستاذا بجامعة الملك خالد، إلا أنه رحل عن الدنيا ولم يمتلك منزلا لأسرته بسبب إنفاقه جل راتبه على المشاريع الدعوية، وكان يقطن في شقة مستأجرة حتى وافاه الأجل، بل إن سيارته الخاصة التي شهدت الحادث وتحولت إلى ركام، كانت بنظام التقسيط المنتهي بالتمليك.
حشود المصلين والمودعين اكتظ بهم جامع الراجحي في صلاة العصر السبت الماضي مودعين علما من أعلام الدعوة، وشهدت مواقف مسجد الراجحي بأبها زحاما غير مسبوق، مما اضطر المشيعين إلى الوقوف على مسافات بعيدة من مقر دفنه بقرية "القارية" بتمنية.
وتوافد على منزل فقيد الدعوة آلاف المعزين، لما يمتلكه الشيخ من محبة في قلوب من عرفه، وكان أول المعزين أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد وعدد من المشايخ والدعاة الذين تواصلوا مع أسرته معزين ومواسين.
ويعتبر الشيخ عبدالله الشهراني أحد رواد ومهندسي الخيمة الدعوية السنوية التي تحتضنها منطقة عسير صيف كل عام، إذ بدأ المشروع مؤسسا لهذا الصرح الدعوي حتى أصبح أحد معالم وأنشطة منطقة عسير الصيفية كل عام.
مقربون من الشيخ خلال حديثهم في مجلس العزاء كانوا يستغربون عدم امتلاكه وأسرته منزلا، إلا أن رد الشيخ الذي حفظ عنه قوله "الآخرة أبقى من الأولى".. ومما يستحق الذكر هنا أن وقفا تم الإعلان عنه عبر المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد سيكون ريعه صدقة جارية للشيخ بعد وفاته.
وعلى الرغم من الجماهيرية التي يحظى بها الشيخ الشهراني إلا أنه كان مقلا في الظهور الإعلامي، ومما يذكر عنه خلال استضافته رجال الإعلام في المنطقة خلال خيمة أبها الدعوية الصيف الماضي قوله "أذكروا عن خيمة أبها كل ما ترونه حسنا .. واكتبوا كل ما تعتقدون أنه سلبي .. وثقوا أننا سنستقبلها بصدر رحب بقلوبنا قبل أعيننا".