ليس هناك أرخص من المزايدة على الحب.. أنا أحب هذا الشيء أكثر منك.. أنت أكثر.. هو أكثر.. هي أكثر!
تعجز العقول البشرية عن تحديد ماهية الحب، فكيف يستطيع هؤلاء قياسه، والمزايدة فيه.. وإخضاعه للأوزان والأحجام والمقاييس..
طرحت السؤال قبل فترة على أربعة من الأصدقاء "ما هو الحب"؟ -جرّب أن تطرحه أنت أيضاً- خرجت بأربعة تعريفات مختلفة.. أطرفها كان من مستثمر في سوق الأسهم.. يقول إن الحب "محفظة عاطفية استثمارية تعود عليك بربح عاطفي من الطرف الآخر".. هذا تعريف يتناقض مع التعريف الإفلاطوني.. حتى إجابتي كانت مختلفة.. في "الحب" التعريفات كالبصمة، لا يمكن أن تتطابق.. لا يمكن أن تتطابق مشاعر البشر وأحاسيسهم.. كيف لك إذن أن تزايد في مسألة لم يسبرها الفهم البشري..
المزايدات رخيصة، لكنها تبلغ غاية الرخص حينما تتحدث عن الحب والمشاعر، واستعراض القيم والمثل العليا والبطولات الوهمية في سبيل تأكيد هذا الحب.
حينما تحضر المزايدات - في أي مجال - ينعدم المنطق.. تتلاشى المنطقة الوسط.. إلا في حالة واحدة - وهذا ما أود الوصول إليه - حينما يرتبط القول بالعمل..
الحب يقوم على البذل والعطاء والعمل والتضحية.. حينذاك فقط ينتقل الأمر من المزايدات الرخيصة إلى التنافس والبطولة..
من الأشياء التي يتغنى بها الشعراء والكتاب "حب الوطن".. لكن حب الوطن لا يتحقق بالقفز على رقاب أبنائه.. والمزايدة على حبهم واستعداء السلطة ضدهم..
مخجل لك أن تركب موجة المزايدات الرخيصة ضد الآخرين.. وكأن هذا الوطن قد خُلق لك دون سواك.