هل يعقل أن ناديا من الدرجة الثانية يؤدي عملا أفضل بكثير من الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟

دعونا نقرأ الحدث الذي ترك صدى مميزا ووصل إلى أبعد مدى خارج البلاد، من خلال تفاعل وسائل الإعلام الحديثة التي تفضح كل مستور وتعزز الإيجابيات بصورتها الحقيقية.

ولا أخفيكم أنني رسمت انطباعا عالي القيمة يصل بي حد رفع منصب رئيس نادي الزلفي إلى أعلى مكانة في الرياضة، منذ الوهلة الأولى لخطة العمل التي رسمتها إدارة نادي الزلفي لاستثمار فرصة اللعب (رسميا) مع الهلال في محافظة الزلفي ضمن دور الـ16 في مسابقة كأس الملك، وقلت لمن أتحدث إليهم: سأتريث إلى ما بعد المباراة لنشاهد كل شيء على أرض الواقع، ولا سيما الكراسي (الموقتة) لزيادة سعة المدرجات من ثلاثة آلاف إلى ثمانية آلاف، وترقيم التذاكر ومنحها ألوانا مختلفة، وبوابة رابعة تسهل دخول الجماهير إلى مقاعدهم دون توهان ولا مشاكل، وتم التعاقد مع شركة تعتني بالتنظيم الأمني، حيث أكد بدر البدر أمين عام نادي الزلفي أن توسعة الطاقة الاستيعابية للمدرجات تمت بوقت قياسي ووفق أعلى مواصفات السلامة والأمان.

كل هذا تبلور على أرض الحدث بعد عمل مضن لمدة أسبوعين تقريبا، حققوا فيه الدرجة الكاملة وأكثر، فقط أرضية الملعب كانت سيئة، علما أن النادي حرص على تحسينها لكن الوقت لم يكن كافيا.

وتوسع نادي الزلفي في الجانب الاستثماري في وقت وجيز بما يثبت الرغبة لدى المستثمرين في دعم الرياضة والاستفادة من وهجها، حتى لو بحوافز الانتماء للمنطقة أو المدينة أو النادي.

في المقابل، وباختصار وبشهادة الجميع من مختلف الفئات، كان الحديث منصبا على مسؤولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب ورابطة دوري المحترفين ووعودهم الزائفة والضبابية عن ترقيم الكراسي والدخول الإلكتروني، وقبل ذلك ما هو أهم، تحسين بيئة الملاعب، والتعاقد مع شركات أجنبية ترمم بعض الملاعب، لكن السنوات تمضي ونحن نتراجع والإحباط واليأس يتغلغلان بعمق.

أليس هذا السيناريو المختصر يوثق (الفساد) الرياضي أو ما يدور في نطاقه لدى الجهات الرسمية المعنية بهذه المنشآت وفي مقدمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب من بين آلاف المشاريع المتعثرة في مختلف المجالات بما يشوه وطننا الغالي؟!

تحدث كثير من النقاد سنوات وسنوات، ولكن الجهات المعنية إما صمت مطبق أو وعود سرابية أو الرد باتهامات تأويلية وفي مرات نادرة اعتراف مغلف بتبريرات مكررة، ومن النادر جدا إنجاز جزء من الوعود..!

نادي الزلفي حرص كل الحرص على تقديم المحافظة وشبابها بوجه حسن وصورة ناصعة في الفكر والعمل والجدية، وهم يستحقون الثناء والتقدير، وفي المقابل، نحن والجماهير من حقنا أن نقارن وننتقد ونتعمق في قضايا لا تنتهي، سببها الرئيس المسؤولون كل في مكانه، وبما يبرهن أن في الإدارة الرياضية من هم غير قادرين على تعاطيها بما يشبب عقولهم وأبدانهم لمصلحة الوطن وشبابه، وهكذا تنقلب الأمور بتفشي الأمراض التي ليس لها أدوية لدى الأطباء..!!

الآن صارت التقنية عاملا حيويا في أن يكتشف المسؤول خلله (غصبا عنه) ولكن هناك من لا زالوا موهومين بالماضي. ولم يعد لنا سوى الدعاء بانفراج هذه الأزمة المزمنة.

**أبارك للزميل الأستاذ طلال آل الشيخ انتخابه في منصب (النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية)، كرياضي مثابر نؤمل فيه الكثير بما يضيف لهذا الصرح بقيادة الزميل الأستاذ محمد جميل، متمنيا لجميع الأعضاء التوفيق والسداد، على أن أخصص مقالا في وقت لاحق يواكب النقلة الجديدة.