تبدأ اليوم في الرياض فعاليات الحملة الشاملة لتعزيز القيم الوطنية تحت شعار "وطننا أمانة". هذه الحملة التي تستمر فعالياتها لمدة عام كامل وتهدف إلى تعزيز القيم الوطنية بمفهومها الشامل، كان بودي لو أنها لم تقتصر على مدينة الرياض وأن تكون حملة وطنية شاملة، خاصة وأنها تعمـل - وفقا لمنظميها - على تكريس حب الوطن، وتغليب السلوكيات الإيجابية، والبحث عن سبل تفعيل دور المؤسسات في بناء منظومة القيم الوطنية، واجتماع كلمة أبناء الوطن، وجعل الوطن محل اهتمام الجميع والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى التعصب والانقسام.

أعلم أن الحملة تمثل جانباً من جهود إمارة منطقة الرياض لترسيخ عدد من المفاهيم الوطنية في نفوس الشباب، وأثمن كلام أمير منطقة الرياض بخصوص أن الوطن له رسالة يقوم بها أبناؤه في إعلاء القيم الوطنية، منها ترسيخ الهوية الوطنية، وحب الوطن، وتعزيز الولاء للقيادة، إلى جانب تنمية الوعي بالواجبات والحقوق، وتعزيز قيم النزاهة والشفافية، لكن أهدافا نبيلة وعظيمة بمثل ما تحمله هذه الحملة كان الأولى ألا تحتكر في منطقة محددة، فالوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه بحاجة لمثل هكذا عمل رائع وجميل في مبتغاه وأهدافه.

أتفهم جهد إمارة الرياض، وأتفهم أن بعض الإمارات بدأت تهتم بتبني بعض المبادرات الوطنية الملفتة، لكن في ظني أنه وفقا للظروف التي تحيط بنا وواقع الحال الذي نعيشه، كان الأجدى بإمارة الرياض أن تتجاوز منطقتها وتقدم هذه المبادرة المهمة والملفتة عبر وزارة الداخلية أو أي جهات عليا أخرى، كمشروع وطني مهم يتم تبنيه بشكل مميز وتعد له خطة تنفيذية فاعلة تدعمها خطة اتصالية استراتيجية شاملة لتصل برسائلها وأهدافها إلى الجميع ولتؤثر فيهم وتحفزهم على المشاركة والتفاعل مع هذه الحملة الرائعة.

سبق لي أن كتبت هنا مرارا عن مثل هذه الفكرة حيث طالبت أن نختار في كل عام مبادرة مهمة يعمل أبناء الوطن كلهم على تنفيذها والمنافسة على تحقيقها خلال عام كامل، بحيث يكون من ضمن فعاليات اليوم الوطني من كل عام الاحتفال بما تم إنجازه بخصوص تلك المبادرة التي يشارك فيها كل المواطنين.

حملة "وطننا أمانة" رائعة وجميلة وجاءت في وقت مهم ومناسب ولكن الأجمل لو أنها كما قلت كانت شاملة وليست لمنطقة الرياض فقط.