كمسلمين نحن مؤمنون بأن الأرزاق بيد الله، ولكن الذي لا أفهمه هو النظرية المنتشرة بين العامة بأن كل مولود "رزقه معه" وهي التي أثبتت فشلها حتى الآن في العالم الإسلامي الذي تعيش كل دوله بلا استثناء تحدياً كبيراً مع البطالة والفقر والجهل والمرض.

هناك نقص و"فجوة عرض وطلب" في كل شيء في العالم الإسلامي ابتداء من المياه وانتهاء بالغذاء، ومع هذا فنحن لا نزال في تكاثر مستمر ومخيف.

في العالم الإسلامي هناك فوق المليار مسلم، أما في الولايات المتحدة فهناك تقريباً 300 مليون شخص، ولكنهم ينتجون عشرة أضعاف ما ينتجه المليار مسلم، والسبب في هذا أنهم عمالة مدربة ومنتجة.

ويكفي أن شابا أمريكيا في العشرينات من العمر استطاع أن ينتج "الفيس بوك" وهو مشروع أكبر من كل مشاريع التقنية في العالم الإسلامي والعربي.

مبدأ "رزقه معه" هو تجسيد للتواكل على الله، لأن المسلم أصبحت مهمته الوحيدة هي "تفريخ" البشر بدون تحمل أي مسؤولية لتعليمهم أو لتوفير لقمة العيش لهم.

وانتظار الخطط الاقتصادية لاستحداث مليون وظيفة بعد 20 سنة ليس تفاؤلاً بل هو تواكل، لأن الإصلاح يجب أن يكون في الواقع، لأن كل مليون نضيفه اليوم هو عبء على الاقتصاد بعد 10 سنوات.

نعم سيأتي رزق المولود معه ولكن عندما نخطط ونوفر له التعليم والتأهيل والتدريب والثقافة وجميع مقومات الحياة السليمة، لأن الاقتصاد الحديث لا يعترف سوى بالعمالة المدربة.