دقت أجراس الخطر في أروقة الفريق الكروي الأول في نادي الشباب، بعد الخسارة الثقيلة التي تلقاها أول من أمس أمام الهلال 1 /4 في الجولة الثامنة لدوري عبداللطيف جميل.

وعكست المباراة والنتيجة المشاكل الفنية التي يعانيها الفريق الشبابي هذا الموسم، فالفريق يفتقد إلى التكتيك المناسب ولروح اللاعبين، ما جعل الفوز عليه أمراً سهلاً، إضافة إلى المشاكل الإدارية التي ساهمت بدورها في تشتيت اللاعبين، إذ أصبح حديث الكل داخل البيت الشبابي والإعلام عن رحيل رئيسه "خالد البلطان"، الذي أعلن عن ذلك في وقت سابق، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام موعد الرحيل، فتارةً يقول خلال الأيام المقبلة، وأخرى يقول: سأكمل الموسم وبعده أغادر بعد ما نطمئن على وجود رئيس جديد، وتارة ثالثة يقول لن أغادر الكرسي إلا باستلام رئيس جديد، وهذه القضية وضعت اللاعبين تحت الضغط. وتعد المشكلة الفنية هي الأوضح في الشباب، فبعد إقالة البلجيكي "برودوم" وتعيين مواطنه "إميليو فيريرا" مدرباً للفريق، بدا عدم التفاؤل جلياً، حيث أكد المحللون أكثر من مرة أن هذا الاختيار سيء، حتى وإن كانت الإدارة مجبرة عليه بحكم ضيق الوقت، لأن السياسة الفنية لن تختلف عن سابقتها، مؤكدين أن الفريق يحتاج إلى ثورة فنية تنقذه، خاصة أنه في بداية الموسم ولا يبتعد كثيراً عن فرق الصدارة.

وتبرز في الشباب على نحو دائم قضية: الإحلال التي رددها البلطان طوال الموسمين الماضيين، وأكد في أكثر من مناسبة أن هناك دراسة لطريقة الإحلال وإشراك العناصر الشابة تدريجياً مع الفريق، وعاد لتأكيد ذلك بعد رحيل برودوم، خاصة مع الإشارة إلى أنه تم الاتفاق مع فيريرا على إشراك العناصر الشابة تدريجياً، وعدّ هذا الأمر سبباً في التعاقد معه.

لكن الإحلال لم يعتمد فعلياً إذا ما استثنينا اللاعب "سعيد الدوسري"، الذي كان يجد القبول من برودوم ويشارك بشكل مستمر، وهو الأمر الذي يحدث حالياً مع فيريرا، فيما لم تسنح الفرصة لأي لاعب شاب بالمشاركة، رغم أن الفريق خاض 5 مباريات مع فيريرا في الدوري، حيث بقي معتمداً على الأسماء ذاتها دون الاستعانة باللاعبين الشباب. وتبدو مسيرة الشباب في الدوري دون مستوى الطموحات، فقد فاز فقط على الأندية الأقل فنياً باستثناء نجران -الذي كان الفوز عليه بنتيجة ثقيلة-العلامة الفارقة حتى الآن، لكنه خسر من فرق الصف الأول (الهلال، والاتحاد) بنتيجة واحدة (4-1)، وتعادل مع الفيصلي والفتح، وتنتظره مواجهات صعبة -يبدأها الأسبوع المقبل- أمام التعاون، ثم أمام النصر والأهلي.

وتشير توقعات إلى أن الخسارة أمام الهلال لن تمضي دون تبعات، وقد تكون إقالة فيريرا أول تبعاتها، على أن يخلفه أحد الثنائي: مساعده "مارك جروجسين" -مدرب الأولمبي السابق-، أو المدرب التونسي "عمار السويحي" -مدرب الأولمبي-، وإن كان الأول هو الأقرب لقيادة الدفة الفنية، في الوقت الذي أشارت فيه مصادر غير مؤكدة إلى فتح الإدارة الشبابية خط المفاوضات مع بعض المدربين من أمريكا اللاتينية؛ لقيادة الفريق، فيما تبقى من الموسم. على صعيد آخر، طالب عدد من النقاد رئيس نادي الشباب خالد البلطان بحسم موقفه من الرئاسة إما بإعلان البقاء أو الرحيل، وبعدم ترك الأمر معلقاً، وذلك على خلفية حديث قائد الشباب في مباراة الهلال: "حسن معاذ" الذي أكد خلاله أنهم يعيشون انكساراً داخلياً منذ ثلاثة أسابيع، وهو الأمر الذي يعزوه كثيرون إلى عدم وضوح موقف البلطان من رئاسة النادي.