بعد مرور أقل من عام على أحداث "سيول تبوك" وما صاحبها من انقطاع للطرق وإخلاء للسكان، إضافة إلى تحذير الدفاع المدني مجدداً من تقلبات جوية وأمطار تشمل عدة مناطق بينها تبوك؛ رفض مدير إدارة النقل بتبوك الإفصاح عن أسباب تأخر إنجاز المشاريع المتعلقة بأحداث السيول، وقال "مع كثرة الكلام بنفس الموضوع يصبح هناك ملل للناس".

"الوطن" وضمن جولة لها على مشاريع الطرق والعبارات والجسور التي تأثرت خلال الأمطار التي شهدتها تبوك يناير الماضي؛ رصدت عدم انتهاء تلك المشاريع، حيث ما زال العمل جارياً في عبارات الطريق الدولي باتجاه الأردن، والذي تسببت السيول السابقة في قطعه وتوقف حركة المرور لعدة أيام.

كما لم يتم إنجاز مشروع العبارات جنوب تبوك، والتي تسببت سابقاً في انحراف السيول على الأحياء الجنوبية وإخلائها من السكان، إضافة إلى عدم انتهاء الأعمال في جسر طريق شرما، والذي داهمته السيول أيضاً، إضافة إلى بعض مشاريع الجسور في طرق أخرى.

وفي اتصال هاتفي مع مدير إدارة النقل بمنطقة تبوك المهندس خالد الوكيل للحديث عن تلك المشاريع؛ قال منزعجاً "أنتم تتصلون في أوقات غير مناسبة نهاية دوام الخميس وبعض أحيان تكون اتصالاتكم في يوم إجازة السبت، بإمكانكم مخاطبة وزراة النقل والتحدث مع مدير العلاقات العامة لأنني في اجتماع ومضغوط جداً".

وعند سؤاله عن أسباب تأخر إنجاز المشاريع، وقرب موسم الأمطار، وتخوف المواطنين من تكرار المأساة؛ رفض التجاوب وقال "وسائل الإعلام المرئية تحدثت بشكل مفصل وخصصت حلقات عدة للحديث عن تلك المشاريع في المنطقة وعن الإنجازات التي قامت بها الوزارة ووضحت جميع الأمور وكثرة الكلام بنفس الموضوع يصبح هناك ملل للناس، والعمل على إنهاء تلك المشاريع جار بشكل يومي حتى 12 ليلا وبإمكانكم التأكد بأنفسكم ".

وكانت مدينة تبوك قد تعرضت خلال مطلع هذا العام لأمطار غزيرة تسببت في جريان عدة أودية وانقطاع معظم الطرق المحيطة بتبوك، إضافة إلى إخلاء بعض الأحياء الجنوبية، فيما أكد أمين المنطقة المهندس محمد العمري في "29 يناير الماضي" أن الجميع لاحظ أن العائق الأكبر لجريان الأودية هو طرق وزارة النقل، لعدم وجود عبارات لها ولارتفاعها عن منسوب مجرى الأودية، مبيناً بأنهم طالبوا منذ أكثر من عامين إدارة الطرق والنقل لتوسيع عبارات "وادي ضبعان" موضحاً بأنهم كانوا يعتذرون بسبب الاعتمادات المالية، ثم بإعداد الدراسات، متسائلاً لماذا لم يتم ذلك حتى اليوم.

وفي ذات السياق، أكد مدير إدارة الطرق بتبوك محمد أبو صابر "فبراير الماضي أن إدارة النقل مرتبطة بوزارة المالية؛ حيث أن جميع الاعتمادات المالية تكون عن طريقهم وليست مباشرة، وقال "هذا ربما يكون سببا في تأخر بعض الإنجازات".