مع بداية كل عام تشرع الجامعات أبوابها وتستقطب أكبر عدد من العاطلين غداً. والبطالة حتمية ومفروغ منها.. في ظل هذا التكدس من الخريجين وتفاقم أعدادهم لحد يصعب حصره، ولست هنا لأناقش البطالة وأثقل رأس الطاولة بكثرة الطرح، ولكنني هنا أتساءل "بحك رأسي" لماذا نزرع بذورا من محصول وصلنا منه حد الاكتفاء؟

لماذا نخرج ألوفا مؤلفة من الطلبة يحملون شهادات يحملها مليون بدل الألف؟ لماذا نخرج ومن ثم نقف أمام مشكلة التكدس والبحث عن حلول ونضع اختبارات نختبر بها مدى تعفن المنتج .. ومدى صلاحيته؟

الموضوع جلي وواضح.. يا من تتربعون على الكراسي وتزعمون الدراية وحل المشكلة والحرص على الجيل، نحتاج لخطة عميقة ودراسة ناضجة وحلول لتكدس الخريجين والخريجات، والحد من المشكلة وفتح أبواب أخرى تخفف الزحام، حلول جوهرية .. لا تغيير لوجه كتاب، وتلوين الأسطر من باب تغيير المنهج.. ولا ميزانيات ومصروفات لأجل بوابات عملاقة للجامعات من باب البهرجة الخادعة، نحتاج لفتح تخصصات جديدة لننتج ثمارا نحتاجها.. ثمارا نافعة للمجتمع بكل ميادينه وسوق عمله. والأهم إغلاق نوافذ ترعت بما فيها واكتفت.. عسى الزحام يقل مع السنوات القادمة.. وعسى الفوهة تتسع للجميع دون اختناق.

نقول "عسى" أملا في الفرج وإدخال السريرة لنفوس قنعت وكتمت الغيظ على مضض.