مع بدء العد التنازلي لانتهاء مهلة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة، وتطبيق العقوبات النظامية بحقهم، التي تنتهي غدا، أبدى عدد من مديري المدارس تخوفهم من انعكاسات قرار وزارة العمل على انضباط دراسة بعض الطلاب؛ نتيجة عزم بعض سائقي المركبات الخاصة ترك أعمالهم؛ خوفا من العقوبات النظامية بدءا من الأسبوع الجاري، الأمر الذي أزم موقف أولياء أمورهم لصعوبة إيصالهم إلى مدارسهم؛ نظرا لارتباطهم بأعمال، وصعوبة الحصول على بديل لسائقي المركبات "الخاصة"، في ظل غياب النقل المدرسي لـ"الطلاب" الموازي لمشروع الطالبات.
"الوطن"، أجرت استطلاعا ميدانيا خلال الفترة الماضية، لترصد بعض أولياء الأمور ممن بدؤوا في رحلة البحث عن البدلاء لنقل أبنائهم، بعد أن أكد غالبيتهم أن سائقي نقل أبنائهم أشعروهم بعدم الرغبة في العمل بدءا من مطلع الشهر المقبل؛ خوفا من العقوبات النظامية.
ويقول كل من محمد سعيد عسكر، وعبدالمحسن الشهراني لـ"الوطن"، أنهى سائق الميكروباص المتعاقد معهما على نقل أبنائهما إلى إحدى المدارس الخاصة في خميس مشيط علاقته بعمله مع بدء إجازة عيد الأضحى الماضي؛ خوفا من تطبيق النظام بحقه، وحرصا منهما ومن أولياء أمور الطلاب الآخرين على انضباط دوامات أبنائهم في المدارس نتيجة عزوف سائقي المركبات "الخاصة" عن نقلهم، اضطروا إلى توزيع أيام الأسبوع بينهم كحل موقت، ليلتزم كل شخص بإيصالهم إلى مدارسهم صباحا في دوره، وآخر يلتزم بإحضارهم إلى منازلهم ظهرا، حتى وإن كان ذلك على حساب أعمالهم على حد وصفهم.
ويتفق معهم المواطن، محمد الشهراني، أحد سكان محافظة خميس مشيط، الذي فوجئ هو الآخر أن سائق المركبة الخاصة، الذي اعتاد إيصال ابنه إلى المدرسة، يعتذر منه في عدم القدرة على مواصلة العمل، بدءا من الأسبوع المقبل مطالبا إياه بالبحث عن بديل.
إلى ذلك، أوضح بعض مديري مدارس المرحلة الابتدائية لـ"الوطن" ـ فضلوا عدم ذكر أسمائهم ـ حضور بعض أولياء الأمور خلال الأسبوع الماضي للبحث عن بدلاء للسائقين، مؤكدين عدم قدرتهم الالتزام بمواعيد الحضور والانصراف للطلاب صباحا، وإعادتهم ظهرا إزاء ارتباطهم بمواعيد دواماتهم، لا سيما منسوبي القطاعات العسكرية على وجه الخصوص.
وتابعوا، "أن المشكلة انعكست على انضباط مواعيد الطلاب في الفترة الصباحية وبقائهم لفترات طويلة خارج أسوار المدارس بعد انتهاء الحصص اليومية، مما يدفع بعض أولياء الأمور إلى الخروج بشكل متكرر من أعمالهم بهدف إيصال أبنائهم إلى المنزل والعودة للعمل مرة آخرى".
إلى ذلك، أكد المتحدث الرسمي لوزارة العمل حطاب العنزي، أن مهلة ابتداء الحملة ستكون في موعدها لتطبيق العقوبات بحق المخالفين دون أي "استثناءات" تذكر.
وأضاف العنزي لـ"الوطن"، أن المهلة المحددة لتصحيح أوضاع العمل ستنتهي غدا، ليتستأنف عقبها تطبيق العقوبات، ابتداء من غرة السنة الجديدة، بالتعاون مع الجهات الأمنية ذات الاختصاص.