بلغت من المجد ذروته، ووصلت إلى أعلى مراتب الشهرة الفنية، ولم تنس تلك التجربة المريرة في سن السابعة، التي استغلها ذكاء والدها لحظة إفلاسه، ليكشف لها كم هم في نعمة رغم الإفلاس، ورغم أنه اضطر إلى بيع سرير صغيرته "شاكيرا" ضمن أثاث منزله، فاصطحبها إلى زاوية من الحديقة لترى طفلته أطفالا في سنها يسيرون حفاة وينامون في العراء، بينما هي تنام في منزل خاو من الأثاث، فعلقت تلك الصور في ذاكرتها ولم تفارقها أبدا، حتى في بداية شهرتها كانت عينها عليهم، وكان قلبها يناديهم، فأسست مؤسسة خيرية تعنى بالأطفال الفقراء.
انتصرت "شاكيرا" لـ"الأقدام الحافية"، بشهرتها وبمالها، رغم أن قدميها لم تكونا حافيتين، ولم تنس وطنها وأبناء وطنها، ولم تنس الفقر وضرره على الأطفال.. ورغم أنها اليوم اسم "لامع" ومبيعات أعمالها الفنية تجاوزت الـ60 مليون نسخة، لم تبدأ أعمالها الخيرية أمس وهي أم في الـ37 من عمرها، بل بدأتها وهي بنت 18 عاما، حين حقق عملها الفني "Pies Descalzos" الذي يعني في الإسبانية "حافي القدمين" نجاحا كبيرا، وتسبب لها في شهرة عالمية، فأسست مؤسستها الخيرية "الأقدام الحافية"، التي تهتم بتوفير الغذاء والتعليم والرعاية الصحية للأطفال الفقراء، وقبلهم لخدمة أبناء وطنها وكان اهتمامها بتعليمهم وانتشالهم من الجهل.
الفنانة العالمية شاكيرا، التي تعرف بأنها عالمية أكثر من كونها "كولومبية" الجنسية، وأكثر من كونها تعود في أصولها إلى "لبنان"، وأكثر من كونها عضوا في لجنة استشارية للرئيس الأميركي باراك أوباما، وأكثر من كونها صديقة نجم نادي برشلونة والمنتخب الإسباني "بيكيه"، وتعرف أنها أكثر من كونها مغنية، وكونها ناشطة في الأعمال الخيرية، وسفيرة لصندوق الأمم المتحدة للطفولة، فكل وسائل الإعلام تناقلت الأسبوع الماضي افتتاحها لمدرسة في أحد الأحياء الفقيرة بمدينة "كارتاخينا دي إندياس" الكولومبية، على مساحة 8 آلاف متر مربع وتستوعب 1700 تلميذ.
(بين قوسين)
بعيدا عن فن "شاكيرا" وكل حياتها الفنية والشخصية، أعمالها الخيرية تستحق أن تكون "قدوة" لمشاهير المال والفن والرياضة ليكونوا ذوي قيمة اجتماعية وإنسانية.