سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإرضاء اليمين المتشدد في حكومته بإطلاق سلسلة مشاريع استيطانية بالقدس الشرقية، فيما واصلت جرافات القدس الغربية هدم المنازل الفلسطينية بالمدينة، وهو ما عدته الرئاسة الفلسطينية محاولة لتصعيد الاحتقان والتوتر.

وعلمت "الوطن" أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اشتكى في اتصال هاتفي مساء الثلاثاء لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، من الإجراءات الإسرائيلية التي أتت بعد ساعات فقط من الإفراج عن 26 أسيرا، فيما يرتقب أن تكون هذه القضايا على جدول أعمال اجتماع قريب بين عباس وكيري لدى زيارة الأخير للمنطقة.

وأدان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، القرارات الإسرائيلية، مشددا على أن "الاستيطان غير شرعي ولن تبقى مستوطنة على الأراضي الفلسطينية". وقال "ندين إقامة مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة وتصعيد عمليات هدم المنازل بالقدس الشرقية، ونعد أنه لن يكون من شأن هذه الممارسات إلا مزيد من الاحتقان والتوتر".

وبحسب مصادر إسرائيلية فإن القرارات التي اتخذها نتنياهو بالتشاور مع وزير الداخلية الإسرائيلي تشمل:

أولا: إقامة 1500 وحدة استيطانية في مستوطنة (رامات شلومو) بالقدس الشرقية.

ثانيا: إعادة إحياء 3 مخططات استيطانية في المستوطنة نفسها.

ثالثا: إقامة "حديقة يهودية" على سفوح جبل المشارف بالقدس، بين بلدتي الطور والعيساوية.

رابعا: إعادة إحياء مخطط لإقامة "مركزي سياحي يهودي" في بلدة سلوان بالقدس الشرقية.

وبالتزامن مع ذلك هدمت البلدية الإسرائيلية بالقدس أمس بناية سكانية في حي بيت حنينا بعد يوم واحد من هدم بناية أخرى وتسليم إخطارات بهدم 7 منازل في حي سلوان.

وكان الرئيس عباس تحدث في الساعات الأولى من فجر أمس لدى استقباله وجماهير كبيرة من الفلسطينيين 26 أسيرا فلسطينيا تم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية. وقال "لن يكون هناك اتفاق وهناك أسير واحد وراء القضبان"، مضيفا "لن تتم الفرحة إلا بإخراج الجميع من السجون".

وفي إشارة إلى الاتفاق بالإفراج عن 104 أسرى معتقلين منذ ما قبل اتفاقات أوسلو عام 1993 قال: "اليوم الفرحة الثانية وبعد شهرين الفرحة الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة حتى تبيض السجون ويعود أهلنا إلينا، الآن نتكلم عن 104 أسرى جميعهم سيخرجون كما خرج إخوتنا هؤلاء، لكن لن تتم الفرحة إلا بإخراج الجميع من السجون". وأضاف "نبارك ونحيي إخوتنا الأبطال القادمين من وراء القضبان إلى دنيا الحرية نرحب ونهنئ أنفسنا ونهنئكم جميعا بهذه الفرحة العظيمة، التي تلم الشمل وتعيد أبناءنا إلينا، ونؤكد أننا قلنا فليعودوا لبيوتهم وليس إلى مكان آخر"، متوجها إلى عميد الأسرى الفلسطينيين بالقول "من هنا أوجه ندائي إلى عميد الأسرى كريم يونس، وأقول له الفرج قريب وآت". وفي إشارة إلى القيادي المعزول من حركة (فتح) محمد دحلان، الذي وجه انتقادات حادة إلى الرئيس الفلسطيني، قال عباس "بعض غير الوطنيين الذين يشيعون أننا عقدنا هذه الصفقة مقابل عدم وقف الاستيطان خسئوا فالاستيطان باطل وباطل، قد توجه لنا انتقادات هنا وهناك لن نسأل بها، عندنا أسير واحد أهم من كل التفاهات التي يطلقونها عبر الأقمار الاصطناعية".