تشهد المنطقة المركزية بالمدينة المنورة حاليا حركة تجارية نشطة بعد الحج حيث يتجه العديد من الحجاج إلى شراء الهدايا لذويهم من العطور وغيرها والتي يتم عرضها بالمحلات والبسطات المحيطة بساحات المسجد النبوي.
ورصدت "الوطن" أثناء جولتها في المنطقة المركزية وجود كميات كبيرة من أنواع العطور المقلدة للماركات الأصلية يتم بيعها من قبل المحلات التجارية والبسطات المجاورة بأسعار رخيصة لا تتجاوز 10 إلى 20 ريالا وتجذب العديد من الحجاج.
وأوضح رئيس اللجنة التجارية بغرفة المدينة المنورة المهندس محمود رشوان لـ"الوطن" أن جميع المنافذ بالمملكة فيها مختبرات تسمى مختبرات الجودة النوعية مشتركة ما بين التجارية وهيئة المواصفات والمقاييس وأن أي شيء يدخل إلى السعودية يمر على هذه المختبرات، وهناك تعليمات ومعايير واشتراطات لدخولها ولكن للأسف لا نطبق أي شيء منها.
وبين رشوان أن جميع ماركات العطور تقلد بحيث يأتي بنفس رائحة العطر وتضاف إليه الكحول وتعبأ، وهناك مادة مثبتة تضاف منها نسبة بسيطة ويقومون باستيراد عبوات العطر من الصين والهند وغيرهما وتعبأ محليا وهذا غش تجاري واضح.
وفيما أشار رشوان إلى أن الرقابة ضعيفة ومن المفروض على فرع وزارة التجارة متابعة السلع والمنتجات المعروضة في الأسواق وأخذ عينات وفحصها في المختبرات، شددت الوزارة على أنها لن تتهاون في تطبيق الأنظمة بحق المخالفين، ومن يثبت قيامه بالغش التجاري، أو من يتلاعب بحقوق المستهلكين، أو على من لم يلتزم بما نص عليه الضمان، أو رد السلع المعيبة، أو استبدالها،
وأوضح البائع ياسين أحمد أن تجارة العطور في المملكة من أكثر السلع التي تدر أرباحاً طائلة وخصوصاً المقلد منها لأنها تباع بأسعار رخيصة حيث تجد رواجاً كبيراً من قبل المقيمين الذين يشترون منها الكثير كهدايا لأقاربهم في بلادهم.
وأشار المواطن خالد الجابري إلى أن هذه الأنواع من العطور منتشرة في معظم المنطقة، وليس في المملكة وحسب، وذلك بفعل الغش التجاري، مضيفاً أنه رغم أنها تتسبب في هلاك صحة الإنسان إلا أنها تجد رواجاً كبيراً ما دامت أسعار العطور الأصلية مرتفعة للغاية.
وذكر أخصائي التغذية الدكتور محمد الشامسي أن بعض المحلات التجارية والبسطات تتعامل مع هذه الأنواع من العطور المغشوشة لإرضاء ذوق فقراء الحجاج لاسيما أن هذه الفئة ورغم حاجتها إلى التطيب لا تقدر على شراء العطور الأصلية بأسعار باهظة مضيفاً أن العطور الرخيصة تجد إقبالاً كبيراً من هذه الفئات رغم التحذيرات المكثفة من خطورتها البالغة على صحة الإنسان، وكذلك أضرارها الجسيمة على حياة الحجاج، مبيناً أن الفئات الفقيرة من الحجاج لا تعطي لمثل هذه التحذيرات أي اهتمام، وذلك في سبيل العثور على مثل هذه العطور.