عندما نقرأ اليوم كتيب آيات الرحمن في جهاد الأفغان نتعجب لمستوى الحبكة الهزيل للهراء والأباطيل ونتعجب كيف مرت علينا هذه الأكاذيب وكيف كانت عقلياتنا جاهزة لتقبل الخرافات الساذجة من نوع (حدثنا أرسلان: كنا (25) مجاهداً هاجمنا ألفان من (الشيوعيين) ودارت بيننا معركة وبعد أربع ساعات قتل منهم 70 - 80 وأسرنا (26)، قلنا للأسرى: لماذا هزمتم فقالوا: كانت المدافع والرشاشات (الأمريكية) تقصفنا من الجهات الأربع. قال أرسلان: ولم يكن معنا إلا بنادق فردية وكنا في جهة واحدة ) وكيف لم نتوقف عند سطحية الكتاب التي جعلت (أمريكا) بمقام (جنودا لم تروها) وكيف بكينا ذهولا واعتقدنا أن معركة بدر الكبرى تقع الآن على أرض كابل، كان هذا الكتاب في مكتباتنا المنزلية جنبا إلى جنب مع (مغامرات ميكي جيب) لكن (لخمتنا) صياغة الكتيب بكلمات لا نراها إلا في مقرر الحديث فظنناها منه ولم نكن نحفل بالسند والرواة ووالد أرسلان وجدة طالبان ولا من أي حدب ينسلون ولم نفرق بين ما يحدثنا به مولوي عن حضرت شاه وبين ما حدثتنا به أم المؤمنين عن الرسول صلى الله عليه وسلم، واليوم نتعجب أكثر حين نجد بعض النسخ الإلكترونية لهذا السخف منشورا على الإنترنت، ونتعجب لمفارقة استخدام التقنيات وثورة المعلومات لترويج الخرافات!
هذا الفكر (الأفيوني) الذي منحهم من الخوارق ما لم يؤت بعضها لمحمد عليه الصلاة والسلام حيث تنزلت الملائكة بعباءات حريرية مغموسة بمسك الجنة ولم ير جلال الدين مثلها في الأرض، كما لم يذكر أن شهيدا من الصحابة عادت له الروح ليصافح أباه ويطمئنه أنه راحل للجنة في حين فعلها الأفغاني واستأذن ملك الموت بالعودة ليطمئن أباه ويصافحه ثم يعود للموت مرة أخرى.
ونتساءل: هل من المعقول أن يتوقع مروجو هذه المخدرات أن هناك من سيصدق؟ وكيف ستواجه هذه الأكاذيب التي سحقتها الأحداث لاحقا وقلبت (جنود أمريكا التي لم يروها) عليهم؟ وكيف ستواجه هذه الأكاذيب ومروجوها - الذين يستهدفون السعودية ورموزها - الكرامات التي منّ بها الله على خدام حرميه بانفجار قنبلة حي الجزيرة التي كانت شرارة افتضاحهم ونجاة البطل محمد بن نايف من المحاولة الآثمة بما لا يمكن اعتباره إلا منة إلهية غير عادية لو أنها حصلت لأحد قادة القاعدة لوضع لها مجلدات في الكرامات!