دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أمس في افتتاح دورة انعقاد جديد للبرلمان، إلى "إصلاح شامل"، وقال أمام نواب مجلس الأمة الذي انتخب في يوليو الماضي في خضم تأزم سياسي: "حان الوقت لإطلاق مرحلة فاصلة جديدة ونقلة نوعية كبرى هدفها الإصلاح الشامل واستكمال البناء والتنمية والتطوير في كافة مناحي الحياة". واعتبر أمير البلاد البالغ من العمر 85 عاما أن ذلك "يستوجب إعادة النظر في تشريعات وسياسات ومفاهيم وممارسات تجاوزها الوقت والظروف ولم تعد صالحة لحاضرنا ومستقبلنا"، ودعا في هذا السياق إلى "اعتماد منهجية عمل جديدة".

وتأتي دعوة الأمير إلى الإصلاح الشامل غداة تأكيد الحكومة في خطتها المقدمة للبرلمان أنها تسعى إلى إعادة النظر في سياسات دعم الأسعار وفي أسعار الخدمات والسلع، فضلا عن التوجه للحد من الإنفاق العام، كما اعتبرت أن نموذج "دولة الرفاه" الذي يرعى المواطنين من المهد إلى اللحد "غير قابل للاستمرار".

وأكد رئيس الوزراء الشيخ جابر مبارك الصباح في جلسة البرلمان اليوم أن الإصلاحات الشاملة باتت "حاجة وطنية ملحة". يذكر أن الدولة تجني 94% من عوائدها من النفط، فيما يذهب القسم الأكبر من الإنفاق على الرواتب ودعم الأسعار وعلى الأمن والدفاع.

وكان البرلمان الحالي قد انتخب في يوليو الماضي في عملية انتخابية كانت الثانية في أقل من ثمانية أشهر وفي ظل مقاطعة أطياف من المعارضة.

وكان صندوق النقد الدولي حث الكويت مطلع الشهر على خفض الانفاق العام الذي تضاعف ثلاث مرات في غضون سبع سنوات، وذلك للحد من مخاطر حصول اي انخفاض في اسعار النفط.

كما حث الصندوق الدولة الخليجية الغنية على تسريع الاصلاحات الهيكلية واعادة تنشيط برنامج تنموي متأخر قيمته 110 مليار دولار.