إذن أيها الصديق، لم يكن العنوان في عالي المقال كافيا لتنتقل إلى مكان آخر للبحث عن عناوين جديدة! جميل جدا، يبدو أنك عاشق حقيقي للتراث، لذا فإن كل ما ستقرؤه هنا هو حقا "عناوين" قديمة جدا نشرت قبل 20 عاما، وهي صالحة للنشر في صباح الغد، كما أنها،

وبحسب مجريات الأمور، ستكون سارية المفعول لعشرة أعوام مقبلة! هل نبدأ؟ توكلنا على الله ,,.

ـ "موجة غلاء جديدة تطال المزيد من السلع" ومشكلة الموجات السابقة أنها موجات "مد" دون "جزر" فلم أسمع، ولا أظنكم كذلك، عن سلعة انخفض سعرها مذ تعلمت الحساب، في الأخبار المشابهة لن تقنعك الأسباب التي تفسر تلك الموجات المتعاقبة، وفي الأخبار المرادفة سيأتي الحديث عن الدور القاصر لجمعية حماية المستهلك ليخرج من فمك تساؤل بريء عن آخر مرة سمعت بها عن هذا الاسم؟

ـ "خطأ طبي ينقل مريضا إلى المقبرة" وهنا لن يسعك وأنت تغوص في دهاليز الخبر إلا الدعاء للشهيد بالرحمة والمغفرة، ثم البحث عن العلة التي ستتمحور في كوادر طبية مزورة أو غير مؤهلة، ستتجلى في الإهمال والتسيب، وفي حالات أخرى لن تستطيع كظم غيظك وأنت تقرأ في ثنايا الخبر "مستشفى خاص" فذاكرتك المثخنة بحوادث مشابهة ستنشط في تلك الأثناء لتذكرك بمن دخلوا المستشفى ذاته مشيا على الأقدام وخرجوا منه محمولين على الأكتاف!

ـ "تأخر الرحلات يربك المسافرين في مطار ......" وضع ما شئت من أسماء مطاراتنا التي تحتفظ بها ذاكرتك في الفراغ السابق، ثم لن تقرأ في ثنايا الخبر إلا عبارات الامتعاض والشكوى من مسافرين قضوا جل يومهم على كراسي المطار في انتظار رحلة لم يخبرهم أحد عن موعدها الجديد، وستقرأ أيضا أنه لا أحد في ذلك المطار خرج ليعتذر منهم أو على الأقل ليطلب منهم أن يبحثوا عن وسيلة نقل أخرى، في ثنايا الأخبار المشابهة ليس ثمة إلا الخجل من قصص سحق المهنية وامتهان الاحترافية في مواقع تمثل تبلور الرأي الأول لزائر البلد!