قبل أيام من دخول نوفمبر الذي يمثل أوج موسم إنتاج الزيتون في تبوك، صاحبة المركز الثاني في إنتاج الزيت على مستوى المملكة، بدأت مصانع المنطقة في عمليات إنتاج الزيتون ومشتقاته عبر فتيات سعوديات تخصصن في خطوط الإنتاج التي تشمل أيضاً إنتاج الزيت.
وساعدت الأجواء المناخية التي تتمتع بها المنطقة، على انتشار زراعة الزيتون، وقيام مصانع متخصصة في إنتاج وتسويق مشتقاته من الزيت والمخللات وغيرها من المشتقات المعدة للأكل.
وذكر رجل الأعمال غرمان العمري، صاحب مصنع خاص بالزيتون، أن هذا الموسم تناسب مع موعد نضج الزيتون بسبب الأجواء المعتدلة التي شهدتها المنطقة هذا العام، لافتاً إلى أن تشغيل الفتيات السعوديات في عملية تصنيع مشتقات الزيتون في خطوط الإنتاج المناسبة لهن أثبت نجاحه بشكل كبير.
وقال "الفتيات السعوديات لديهن التزام كبير في العمل ومستوى الجودة والأداء، وأثبتن جدارتهن في العديد من الأعمال المتعلقة بالإنتاج الزراعي، وحالياً لدينا 8 فتيات فيما نطمح للوصول إلى توظيف 30 فتاة خلال السنوات القادمة مع زيادة الإنتاج".
وأشار العمري إلى أن أفضل موعد لقطف الزيتون في السعودية يكون ما بين شهري أكتوبر وديسمبر، مشيراً إلى أن عملية القطف اليدوي هي الأفضل، إلا أن اللجوء إلى العملية الآلية كان البديل المناسب لعدم وفرة العمال في مختلف دول العالم، وقال "لابد من عصر الزيتون مباشرة بعد قطفه، لأن التأخير يقلل من جودة الزيت ويرفع نسبة الحموضة به" مستدركاً أن بعض المزارعين لا يملكون التوعية الكاملة حول التعامل مع الزيتون ومن ذلك وضعه في أكياس بلاستيكية، مبيناً أن الأفضل استخدام الصناديق البلاستيكية ذات التهوية الجيدة، حيث يقوم المصنع بإعارتها مجاناً للمزارعين. وحول أفضل طرق عصر الزيتون، أوضح العمري أن العصر يعتمد على طريقتين: العصر الحار، والعصر البارد؛ مشيراً إلى أن العصر على البارد يعني أن يتم عصر الزيتون على درجة حرارة لا تتجاوز 32 درجة مئوية، وذلك ليحتفظ الزيت بجودته والقيمة الغذائية العالية، وقال"العصر الحار ينتج كميات زيت أعلى بنسبة تصل إلى 65% إلا أن الجودة والقيمة الغذائية تنقص".
وطالب العمري بافتتاح مركز لأبحاث الزيتون في منطقة تبوك بالتعاون مع منظمة الزراعة العالمية "الفاو" ليقدم الإرشادات والتوعية والدورات التدريبية للمزارعين، وقال "نأمل من إدارة الشؤون الزراعية بالمنطقة السعي في هذا الأمر" مؤكداً أن زيت زيتون تبوك يتمتع بجودة عالية ويفوق المستورد أو المنتج محليا في مناطق أخرى.
من جانبه، أكد مساعد مدير عام الشؤون الزراعية بمنطقة تبوك عبدالمجيد نوح أن محصول الزيتون لهذا العام لم يتعرض لأي أوبئة أو أمراض ضارة، لافتاً إلى أن وزارة الزراعة تدعم المزارعين بشكل مستمر عن طريق الإرشاد الزراعي، والمبيدات الخاصة، والإرشادات الفنية، عن طريق ورش عمل مستمرة يساهم فيها مهندسون زراعيون متخصصون في الإنتاج الزراعي.
وبين نوح أن وزارة الزراعة قامت بتقديم معاصر زيت الزيتون للجمعيات التعاونية في تيماء، مشيراً إلى أن تلك الجمعيات التعاونية متعددة الأغراض وتقدم خدمات متنوعة للمزارعين.