عقدت أمس الجلسة الثانية من محاكمة الفتاة السعودية التي وصلت إلى اليمن عن طريق تهريبها بواسطة شاب يمني يبلغ من العمر 28 عاماً كان مقيما في المملكة ويدعى عرفات صالح القاضي.
وعقدت الجلسة أمس في ظل غياب محام للفتاة، بعد تأجيلها الأسبوع الماضي، إلا أنه تم تأجيل المحاكمة إلى الأحد المقبل لمواصلة الاستماع إلى أقوال الفتاة التي حضرت الجلسة مع الشاب الذي عمل على تهريبها قبل أكثر من ثلاثة أسابيع. وأكدت مصادر لـ”الوطن” أن النيابة العامة وجهت للفتاة تهمة الدخول إلى الأراضي اليمنية بطريقة غير مشروعة، وطالبت بإعادتها إلى أهلها في المملكة، إلا أن الفتاة نفت ذلك، وقالت إنها دخلت إلى اليمن وسلمت نفسها للسلطات بشكل طبيعي، وأنها جاءت إلى اليمن بإرادتها وليس هرباً.
كما وجهت النيابة العامة للشاب اليمني تهمة تهريب الفتاة بالتنسيق والاتفاق مع مواطن سعودي، لم تذكر اسمه. وقد حضر الجلسة مندوب عن وزارة حقوق الإنسان اليمنية، بالإضافة إلى ممثل عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، الذي سلم الفتاة استمارة طلب منها تعبئتها، إلا أن النيابة صادرت الاستمارة بعد انتهاء المحكمة، وطلبت حضور وزيرة حقوق الإنسان في اليمن حورية مشهور.
ومن ناحية أخرى قال والد الفتاة عبدالله السكيني لـ”الوطن” إنه يرفض كل تحقيق يجرى معها في اليمن، كما يرفض عرضها على القضاء اليمني، وكل إفادة تؤخذ منها كونها في غير وعيها، وطالب الجهات المختصة في المملكة بإحضارها وإخضاعها للعلاج حتى يذهب “السحر” عنها لتعي ما تقول ومن ثم أخذ جميع أقوالها وهي في كامل قواها العقلية من جانب السلطات والقضاء السعودي.
وفي نفس الإطار أبدى الراقي الشرعي محمد بن الحسن الفلقي استعداده للذهاب إلى العاصمة اليمنية صنعاء للقراءة على فتاة “بحر أبو سكينة” ورقيتها ومعالجتها من السحر. وقال في اتصال هاتفي مع الـ”الوطن” أمس أنا على استعداد لأن أقوم “بواجبي الوطني” والإنساني تجاه ابنة بلدي ومرافقة أحد محارمها للذهاب إلى اليمن وبحضور ممثلين من السفارة السعودية هناك لرقيتها من داء السحر الذي عمل لها. وقال أنا متأكد من أن الفتاة مسحورة من واقع ما قرأت من إفادة أقاربها التي نشرت في الـ “الوطن” وقولهم إن ابنتهم تعرضت لانهيار مفاجئ في وزنها وفقدان للشهية، وهذا يدل على تعرضها لعملية سحر من أشد أنواع السحر، وربما يكون عن طريق “الشم”، وهو إحدى طرق السحر سواء كان مأكولا أو مشروبا أو مشموما، وهذا ما جعلها في غير شعورها وتمشي وهي لا تشعر وتتحدث بما لا تعقل وهذا مصداق لما ذكر في القرآن في قوله تعالى “يخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى”، وهذا يدل على قوة سحر ـ التخييل ـ التي أصيبت به الفتاة، فهي تتخيل أنها تمشي في بيتها وتتكلم من غير شعور وتتخيل الحق باطلاً والباطل حقاً، وبذلك تحتاج إلى جهد قوي جداً في عملية قراءة آيات الرقية الشرعية وخاصة آيات السحر، لأن ما أصابها وجعلها تمشي في غير وعيها وتطيع من يسير بها هو السحر الذي أثر على فكرها وعقلها وجسدها.