بهدف تخفيف الضغط على نظام الأسد، كشفت تقارير سرية -حصلت "الوطن" على نسخ منها- عن سعي النظام السوري عبر "حزب الله" اللبناني لضرب مصالح في لبنان لدول مناهضة له على رأسها دول الخليج وتركيا، والدول التي أيدت تنفيذ الضربة العسكرية الأميركية التي كانت واشنطن تنوي تنفيذها ضد نظام دمشق.
وتزامن الكشف عن تلك التقارير مع ما أوضحته مصادر عسكرية لبنانية أول من أمس عن إحباطها تهريب متفجرات نقلت من قبل أطراف سورية ولبنانية في منطقة "حوش الحريمة" لتنفيذ أعمال تخريبية في لبنان.
كشفت تقارير سرية حصلت عليها "الوطن"، عن سعي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بتحريك أذرعته في لبنان، لضرب مصالح الدول التي أيدت قيام الولايات المتحدة بضربةٍ عسكرية ضد نظام دمشق، على خلفية هجوم الغوطة الكيماوي في21 أغسطس الماضي، وخلف أكثر من 1400 قتيل بينهم نساء وأطفال.
ولم تُخفِ التقارير التي تحتفظ بها "الوطن" سعي نظام الأسد، لإشعال الساحة اللبنانية، ويبرز ضرب مصالح الدول التي أيدت العمل العسكري ضد نظام دمشق، كأحد أبرز عوامل إشعال فتيل الساحة اللبنانية، على يد “حزب الله”، الذي يوصف كذراعٍ عسكري يعمل لتنفيذ سياسات نظام دمشق في الداخل اللبناني، وتحقيق ما اعتبرته الوثائق “تخفيف الضغط عن نظام الأسد في سورية”.
وبحسب الوثائق، تبرز المصالح الخليجية والتركية وغيرها، المؤيدة للضربة الأميركية، كهدفٍ محتمل لنظام الأسد، ومؤيديه بالأراضي اللبنانية، إضافة إلى احتمال لجوء حزب الله من جديد، إلى سياسة تصفية الخصوم، أي خصوم نظام دمشق في لبنان، وجميع من يُعارضه.
وتزامن كشف “الوطن” عما تحويه الوثائق، مع اشتعال بعض أطراف الساحة اللبنانية، حيث تشهد أجزء من طرابلس لليوم الثالث على التوالي، مناوشات خلفت أكثر من 9 ضحايا، وما يزيد عن 80 جريحاً.
وكشفت مصادر لبنانية أول من أمس، عن وضع يدها على كمية متفجرات نُقلت من قبل أطرافٍ سورية ولبنانية في منطقة “حوش الحريمة” اللبنانية، لتنفيذ ما اعتبرته “أعمالاً تخريبية في لبنان”.
ويملك نظام الأسد القدرة على التصرف في بعض الأحزاب السياسية بلبنان وإدارتها، لتصفية الحسابات السياسية المنبثقة من تأييد نظام دمشق لقمع الشعب السوري عسكرياً، ويضعها كأداةٍ لإدارة تصفي الأوضاع في الساحة اللبنانية.
وكان عددٌ من النواب اللبنانيين، أكدوا في أوقاتٍ سابقة لـ”الوطن”، على وجود ما يصفونه بقائمة اغتيالات يؤسس لها النظام السوري، لتصفية خصومه السياسيين في لبنان، في خطوةٍ يرونها، تعتمد على عملية تأييد أو مناهضة سياسات نظام دمشق، الذي يسعى لنقل كرة النار من سورية إلى لبنان.