لا أعرف ما التقنية أو موقع التواصل الاجتماعي الذي استخدمه "الأوكران" في تحركهم الناجح ضد "يانكوفيتش"، قبل ذلك عاشت والتهبت أحداث الثورة السورية العظيمة وعرفتها الدنيا من "يوتيوب"، مات السوريون وعاشت ثورتهم في الـ"يوتيوب"، للشعوب مزاجاتها المختلفة للتعامل مع التقنية. السعوديون لهم من "تويتر" كل النصيب، يغذي لديهم خواص الاستعجال والسرعة أولا، والنزعة لمعرفة كل جزئي وتفصيلي، الخليجيون كويتيون وإماراتيون يحبون "الإنستجرام" لمسائل فيها من "الهياط" و"الطعج" الاستعراضي، العين هي التي تفعل كل شيء، المصريون يهيمون بـ"فيس بوك" حيث التفاصيل الكثيرة والإشعارات الهائلة والمساحة لكل شيء، في حين يشهد "فيلكر" صدى شرق آسيوي طيبا، حيث الصور الصامتة والتفاصيل عوامل جذب.
الشعوب تنتج وسائلها في الاتصال، عرفت أوروبا تقنية الحمام الزاجل من السوريين خلال الحروب الصليبية فيما كان يرسل الرومان إشاراتهم العسكرية بنيران على رؤوس الجبال، وحين اشترى الـ"فيس بوك"، "واتس أب" قبل أيام وتعطل لساعات، سرت الظنون وراجت الشائعات، أصبح الناس أعداء ما يعلمون لا ما يجهلون، لأن ما يعلم عنهم أصبح كثيرا ودقيقا، الأمر الذي يفقدهم غموضهم ويكشفهم في العراء أمام العالم، العالم الذي تعلم من السوريين كيف يتواصل عبر المسافات، ها هو يقف على موتهم بالعشرات متفرجا في الـ"يوتيوب" متفننا في ابتكار التقنيات التي تضغطه في علبة صغيرة لا قرية كونية بينما تسور المشاعر وتفصلها بآلاف الأميال والعزلات الشعورية.