أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة أمس، على خطورة الفرقة والأهواء على الأمة الاسلامية.

وقال: إن أمة الإسلام جعل الله عافيتها في أولها باجتماع قلوبها على الحق وتمسكها به ونصرتها للحق ونفورها من كل باطل وكل بدعة ومحاربتها لما يبغضه الله تعالى ويكره ولرغبتها في الدار الباقية ذات النعيم المقيم ولزهدها في الدنيا الفانية التي لا يركن إليها إلا مغرور ولا يستعز بها مثبور.

وقال الشيخ الحذيفي إن الأهواء كلها شر، وإن الاختلاف والتفرق ضرر على أمة الإسلام في دينها ومصالحها، يضعف قوة الأمة ويفرق جمعها، وتلتبس مع الاختلاف الحقائق، فقد يرى الباطل حقا ًوالحق باطلاً, ولا عصمة من مضلات الفتن إلا الاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسؤال أهل العلم فيما خفي من الأمور المختلف فيها, مذكرًا أن الله تعالى حذرنا من الاختلاف والأهواء، مستشهدا بقوله تعالى «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء».

وأضاف أن القرآن والسنة هما اللذان يجمعان القلوب على الحق والهدى والإخلاص والصواب، ولا يبغض إلى القلوب الشر والباطل إلا حب الحق وأهله، والأمة الإسلامية لا تجتمع على ضلالة، وفي هذا العصر كثرت الأهواء والاختلاف، وانعكس أثره وضرره بالضعف والتفرق، فقطع الروابط أو أضعفها, حاثاً كل ناصحٍ أن يقدم نصحه بأن تعالج الأمة أدواءها بالتمسك بهدي النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتبتعد عن أسباب الاختلاف المذموم.

وفي مكة المكرمة أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله، في خطبة الجمعة أمس، أن الأخوة تعني كّف الأذى، فالمسلم حقا من كمل إسلامه بسلامة الناس من إيذاء لسانه ويده وما في حكمهما, وقال: إن من أشد صور الإيذاء قبحاً وأعظمها ضررًا ما اجتمع فيه اللسان واليد كمن يبسط لسانه بالسوء في أعراض المسلمين، ويقع فيها بافتراء الكذب ويخطه بيمينه في كلمات أو مقالات أو خطب أو رسائل أو تغريدات، يستحكم فيها الإيذاء، ويعظم وضعه، وتتّسع دائرته، وتعمّ البلوى به، ولذا جاء الوعيد الصارخ والتهديد الشديد لكل من آذى مؤمناً زجرًا له وترهيبا لمن ألقى السمع وهو شهيد.

وبين أن للكلام الحسن تأثيرا كبيرا على الأصدقاء والأعداء فهو يحفظ مع الأصدقاء مودتهم وصداقتهم، ويمنع كيد الشيطان أن يوغل بينهم ويفسد ذات بينهم، وأما حسن الكلام مع الأعداء فهو يطفئ خصومتهم ويكسر حدتهم ويوقف تطور الشر واستطالة شرره وفي تعويد الناس لطف التعبير مهما اختلفت أحوالهم، فالكلام الطيب خصلة تسلك مع ضروب ومظاهر الفضل التي ترشح صاحبها لرضوان الله وتكتب له النعيم المقيم.