نجحت صاحبات البسطات العشوائية في المنطقة المركزية بالمدينة المنورة في التفوق على بعض العطارين بعرض عدد من المنتجات الطبيعية والأعشاب التي يقبل عليها الحجاج، ومن بين أكثر تلك النباتات مبيعاً نبات يطلق عليه الحجاج «كف مريم» أو قبضة مريم، وكذلك عشبة أو نبتة مريم.

وفيما أظهر عدد من باعة العشبة التي تعلقت باسم «مريم العذراء» وقصة ولادتها لنبي الله عيسى عليه السلام اختلف عليها كثير من البائعين وسر علاقة العشبة بهذا الاسم، فمنهم من قال إنها سيدة صالحة وآخرون يعيدونها لامراة كانت تعالج سابقا وتستخدم هذه العشبة، ورغم الاختلاف إلا أنهم اتفقوا على فائدتها في تسهيل عملية الولادة للمرأة، تيمناً بما منّ الله سبحانه وسهل ولادة مريم الصديقه عليها السلام.

وخلال جولة «الوطن» في المنطقة المركزية حرص كثير من زائرات المدينة المنورة والحجاج على أن يقتنوا عشبة مريم المعروضة في بسطات عدد من السعوديات بالمدينة المنورة على الأرصفة وأمام الأسواق التجارية وبالقرب من المساجد الأثرية.

وذكرت إحدى صاحبات البسطات أم راكان، أن الإقبال من قبل الحجاج على شراء عشبة مريم ساهم في زيادة منتجات البسطة وتخصيص جزء منها لهذه العشبة حيث وجدت أن الحجاج من جنسيات مختلفة يقبلون على شرائها خاصة الجنسية المصرية.

وقالت إن هذه العشبة تصنف من الأعشاب القديمة التي تباع في البسطة للزائرات وأيضاً لسيدات المدينة فهي تبقى في ماء فاتر لمدة بما يسمى «تنقيع» وتشرب بطريقة شرب الشاي وتكون المشتريات غالبا من النساء اللاتي أوشكن على الولادة ، فيما يستخدمها آخرون في معالجة أمراض الجيوب الأنفية بتسخينها بالماء واستنشاق البخار الصادر من الوعاء.

وأضافت أم راكان، أن هناك من يذكر أن العشبة تسبب ضررا للسيدة الحامل في الأشهر الأولى وينصح بعدم استخدامها لمن هن حاملات بهذه الأشهر.

وفي نفس السياق قالت البائعة أم محمد، إن نبات «كف مريم» عشب حولي قصير ينمو بعد سقوط الأمطار في الخريف مع بداية الشتاء في الأماكن ذات التربة الطميية الحصوية التي تستقبل بعض مياه السيول، مبينة أنه في حالة نفاذ الرطوبة إلى التربة تموت النباتات، وتلتف الأفرع إلى أعلى لتكون على شكل كرة تشبه قبضة اليد المغلقة بإحكام على الثمار الناضجة الجافة.

وأكدت أن النبتة تستخدم في الطب الشعبي لحالات عسر الولادة حيث يشرب منقوعها لتعجيل الولادة، كما يشرب منقوعها من أجل الإنجاب، كما تستخدم في علاج نزلات البرد عند الأطفال وذلك بحرقها واستنشاق الدخان المتصاعد منها.

وأشارت أم محمد إلى أن عددا من حجاج شرق آسيا يعتقدون أن النبتة تحبط أعمال الشعوذة والسحر وتطرد النفس الشريرة «العين» بحسب اعتقادهم.

من جهتها قالت أخصائية التغذية رؤى المنصوري إن الطب الحديث أثبت أن نبات كف مريم يسهل ويعجل الولادة، ولكن ليس لجميع النساء فيختلف من امرأة لأخرى, كما أن خلاصة نبات كف مريم يقضي على عدد من الميكروبات ومن أهمها السالمونيلا.

وتضيف المنصوري «يعرف نبات كف مريم علمياً باسم: Anastatica hierochuntica ويحتوي على مركب فلافوني واحد هو ايزوفيتكيسين و4 مركبات فلافونولية و16 حمضاً أمينياً ، وتستخدم في الطب الشعبي”.

فيما قال خبير الطب الشعبي الدكتور جابر القحطاني ورفاقه في كتابه بعنوان (Medicinal plants of Saudi Arabia. vol. I.1987) إن خلاصة نبات كف مريم يقضي على عدد من الميكروبات ومن أهمها السالمونيلا.

أما الصيدلي طه خليفة الذي قام بعمل رسالة دكتوراه في نبات كف مريم فقد أكد أن نبات كف مريم يسهل ويعجل الولادة ويمكن استخدامه لهذا الغرض بأمان.