شكلت الأراضي الخالية وجنبات الطرق بين أحياء العاصمة الرياض، ملجأ مناسباً للهاربين من سلطة تجار المركبات "الشريطية" وتحكمهم بالأسعار في معارض السيارات، وذلك للترويج للمركبات المراد بيعها، في مشهد يعكس التحول من محدودية عرض السيارات المميزة بشكل لافت على طرق شهيرة مثل شارع "التحلية"، إلى التوسع في اتخاذ الطرق والأراضي الخلاء المجاورة لمراكز تجارية لبيع المركبات.
وبالرغم من عرض الكثير من الشباب لسياراتهم على المواقع الاجتماعية في شبكة الإنترنت، التي أصبحت سوقا قوية لبيع وشراء السيارات هروباً من "الشريطية" الذين يتعمدون دائماً إظهار عشرات العيوب والأعطال في سيارات العملاء مما يجبر أصحابها على الخضوع والموافقة، إلا أن آخرين كثر وجدوا ضالتهم في بيع السيارات على جنبات الطرق الشهيرة والأراضي المجاورة للمراكز التجارية الضخمة في أحياء متعددة في العاصمة.
وليد عبد الله الذي يعمل في مجال بيع السيارات، اعتبر أن الشريطي هو الذي بمجرد تفقده للمركبة، يظهر العيوب والأعطال، مبيناً أنه في حال بلغ السعر الحقيقي للسيارة 22 ألف ريال، فإن السعر سرعان ما يفقد الآلاف وقد يصل إلى أقل من السعر الحقيقي في الغالب.
وأصبح بيع السيارات في الأراضي الخلاء ظاهرة جديدة انتشرت بشكل واضح في الأحياء، إذ يعمد الكثير من بائعي السيارات إلى وضع سياراتهم في "أرض خلاء" يكون موقعها على طريق رئيس أو بجانب مراكز تجارية، بحيث يتمكن الجميع من مشاهدتها بسهولة، ويضع صاحب المركبة لوحة كبيرة واضحة على الزجاج الأمامي للسيارة يظهر فيها رقم "جوال" صاحب السيارة ليكون التواصل مباشرة مع صاحب المركبة، بعيداً عن سوق الشريطية.
وهنا قال عثمان أحمد إنه وجد هذه الطريقة أفضل بكثير من الذهاب لسوق السيارات، حتى أنه وضع سعره الخاص دون خفض السعر الحقيقي لمركبته، مفصحاً عن اتصالات كثيرة وردته لشراء السيارة، وكان من ضمنها اتصالات من "شريطية" أيضا، يرغبون بشرائها، فيما انتهز الكثير من بائعي السيارات أو قطع الغيار وجود هذه السيارات بوضع الملصقات الخاصة التي تبين رغبتهم في شراء السيارة التي تحتوي كذلك على رقم خاص بهذه الجهات.