تشكو سارة العويد وهي طالبة بالمرحلة الجامعية من التناقض الذي تلاحظه على شخصية والدها والذي بحسب قولها سبب لها ولجميع إخوتها نوعا من القلق والتوتر.
تقول: "اكتشفت مؤخرا أن والدي ذو شخصية متناقضة، فعندما نكون في زيارة إلى أحد أقاربنا تتبدل حالته، ويكون غير ما نعرفه في المنزل، على سبيل المثال لاحظت عليه عندما كنا في زيارة إلى منزل عمي بأنه يسدي النصائح لجميع الموجودين بضرورة تفهم الأبناء والحوار معهم، وتربيتهم وفق الأسس الحديثة، وهو ما نفتقده عندما يتعامل معنا في المنزل".
وتابعت العويد قائلة: "في تلك الزيارة اكتشفت شخصية والدي المتناقضة، حيث تختلف أقواله عن أفعاله".
نفس الأمر يعاني منه "أبوعادل" فزوجته الأربعينية، والتي تعمل أستاذة في الجامعة متناقضة الشخصية، حيث تقول عكس ما تفعل، فأحيانا تصرخ بصوت عال في المنزل، بينما تعلم الطالبات في الجامعة عدم رفع الصوت".
وتؤيده الرأي ابنته خلود (19 عاما)، وتقول: "اكتشفت شخصية والدتي الحقيقية هذا العام حينما التحقت بالجامعة، وهي أستاذتي في إحدى المواد، فقد فوجئت بأنها أثناء المحاضرة تؤكد على أهمية التفاهم والحوار أثناء عرض المطالب، خاصة في المحيط الأسري، وشعرت لأول وهلة أنها ليست والدتي التي أعرفها في المنزل".
"الشخصية المتناقضة في المجتمع جزء من النفاق الاجتماعي الذي كان ولا زال هاجسا بغيضا"، هكذا وجدت أخصائية علم الاجتماع بتعليم القريات عنود السالمي، الأشخاص الذين يتناقضون في تعاملاتهم.
وأضافت أن "هذه الشخصية تؤثر على أفراد الأسرة، خاصة صغار السن، فعندما تكون شخصية أحد الأبوين سواء الأم أو الأب، هنا تكمن الخطورة، كون هذا السلوك سينتقل وبشكل مباشر إلى الأبناء".
وعن صفات الشخصية المتناقضة تقول السالمي: "هذه الشخصية تعيش صراعا بين متعارضين، أو أكثر، مع الشعور بعدم القدرة على حسم الأمور، أو اتخاذ قرار، وغالبا ما يكون صاحبها مخترقا من قبل الآخرين، لا يستطيع العطاء في أي مجال، حيث يحول التناقض بين المرء وعملية البناء على الصعيدين الأسري والاجتماعي".
وعن العلاج، وكيفية مقاومة هذا السلوك، قالت: "يبدأ العلاج بالنفس أولا، ومن ثم نربي الأجيال على ضرورة الشفافية، والصفاء، والنقاء، وعدم التناقض بين بين أقوالنا وأفعالنا".
وعن السبب هذه الازدواجية، قالت السالمي: "هناك عوامل عدة قد توفر البيئة الخصبة لنشوء مثل تلك الشخصيات، منها اعتقاد خاطئ بأن إندماج الشخص في المجتمع يستلزم أن يغير من شخصيته للتعامل مع الآخرين، فتتكون لديه في هذه الحالة شخصيتان متناقضتان، واحدة في المنزل والأخرى خارجه.