أسدل ستار حفلة تهكم و"درعمة" بعنوان ما يطلبه المغردون، وليس أضعف وأكثر هشاشة من مغرد مجهول الهوية والتوجه "يشرشح" مؤسسات وطنه بأسلوب وطرح عابث سوى كاتبة وكاتب معروف يمارس "الدرعمة"، ولو كان ملف "المحميات والبيئة" يناقش لدى غيرنا لقارنونا به ووضعت بلادنا في مصاف الدول المتخلفة لأنها لم ترتق حضاريا وتناقش هذا الملف.
موقف متخلف سلبي بذرائع النقد الصحفي، الذي شحذت سكاكينه لالتهام خبر "تفقيس بيض الحبارى" وقد نتقبل "الدرعمة"، وهي فعل جهل وبدائية منفلتة، من مغرد مجهول يغرد مفتقراً الوعي والوازع، لكن أن يفعلها سدنة الحرف وفيما يمس الوطن وقضايا المجتمع، لمجرد أن مجموعة وسوم فتحت لممارسة هواية بسماجة باتت من سمات "تويتر" وانجرار البعض لها بلوم وتقريع مجلس الشورى دلالة تبعية ونفاق للجماهير، وفيه طمس وتغييب للشخصية الصحفية القيادية المؤثرة تجاه القضايا الوطنية، ورأيها قيمة مضافة..
كشف لنا طابع التغطية الصحفية، ما نبذه المحتفلون والعنوان الجذاب حتى لو كانت الالتقاطة ضعيفة وتسليط الضوء على القشور وما لا يعني الناس، بمعنى أن ناقل الخبر فعل ما قام به مجلس الشورى و"درعم" حوله الكتاب، وهو إضاعة الوقت في طرح ما قد نتباين حول كونه أولويات أو من الأمور الثانوية.. وعندما لا يرى صحفي يعلق على نقله مجموعة كتاب من ملف البيئة والمحميات لدينا سوى مناقشة "تفقيس البيض" والغاية منه حفظ النوع النادر من الانقراض، ومناقشة أداء الهيئة وموازنة ومخصصات الصرف على المحميات لا تعنيهم.. هنا نوعية التداول الصحفي قدمت جانبا من الخلل المعرفي تجاه هذه القضية وأن يطال التهكم تجاهل أهمية التنوع البيئي وحفظ الكائنات داخل المحميات ينم عن جهل مركب وانكشاف درعمة الكاتب الصحفي قبل المغرد..
يستطيع الكتّاب بشيء من الاستقصاء التثبت من المعلومة بالبحث عن مصادر مختلفة لا تحط من قيمة ما يتداوله مجلس الشورى وتعمل عليه هيئة مهما اختلفنا حول تقريرها السنوي، ضمن عقد من الهيئات يعنينا معرفة جديدها عبر مجلس الشورى والصحافة ومنابرنا الإعلامية..على ألا تتحول جهودها.. رضينا عنها أو لم نرض إلى حفلة ردح تضع المجلس في موقف المدان لأنه معني بمناقشة قضايا "الفقر والسكن والبطالة"..!
إذا كانت مهام مجلس الشورى تتمثل في استعراض التقارير السنوية للمؤسسات والهيئات الحكومية كمطلب من مطالب المحاسبة، وهو مأكول مذموم بين تجاهل دوره أو السخرية منه كما بقية مؤسسات الدولة، عزاؤنا أن المجتمع السعودي وتوجهاته لا يمثلها من يقتلون الوقت في "تويتر" ولا أتباعهم من الكتاب.. ولا أعمم.